الإمامة
  مولاه، اللهم والِ من والاه، وعاد من عاداه»، فجعله عَلَماً لأولياء الله ولأعدائه، فمن تولى علياً كان له ولياً، ومن عاداه كان له عدواً.
  وافترض الله سبحانه تبارك وتعالى في محكم الكتاب الطاعة له وطاعة رسوله وطاعة أولي الأمر، فقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}[النساء: ٥٩]، ثم قال سبحانه: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}[النساء: ٨٣]، فأعلمهم أن ولي الأمر من يعلم ما يجهلون، وقال: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ}[المائدة: ٥٥]. والخبر المشهور الذي لا يُختَلف فيه: أن علياً هو الذي آتى الزكاة وهو راكع.
  ثم أخبر تبارك وتعالى نبيه ÷ أن أولى الناس برسوله والمؤمنين أول من اتبعه، فقال: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ}[آل عمران: ٦٨] الآية، فكان إسماعيل أول من اتبع إبراهيم صلى الله عليهما، وكان علي ~ أول من اتبع محمداً ÷.
  وبيَّن الله تبارك وتعالى أن علياً أولى الناس برسول الله ÷؛ لأن لا يشك فيه أحد، فقال: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ}[الأحزاب: ٦]. فليس يعلم أحد ممن قد أومأ إليه الناس أنه يستحق مقام رسول الله ÷ تجتمع فيه هذه الثلاث الخصال إلا علي ~، قال رسول الله ÷: قد جُمع له السبق إلى الإيمان والرحم والهجرة، وهو أولى الناس برسول الله عليه وآله السلام، وأولى الناس بمقامه من الكتاب والسنة.
  وروي عن علي # أنه قال على المنبر: (والله لقد قُبض رسول الله ÷ ولأنا أولى الناس به مني بقميصي هذا)، وروي في الحديث المشهور: أن بريدة وقع في علي عند رسول الله ÷، فتغير لون النبي وأظهر الغضب، وقال: «يا بريدة، أكفرت بعدي بالإيمان؟» قال أعوذ بالله من غضب رسول الله، قال: