مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

القتل والقتال

صفحة 339 - الجزء 1

  لذكر الله في ذلك، وخبره فيهم عن أنه كذلك، إذ يقول سبحانه: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ١ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ٢ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ٣ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ٤ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ٥ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ٦ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ٧ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ٨ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ٩ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ١٠ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ١١}⁣[المؤمنون]، ويقول سبحانه: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ٥٢}⁣[النور]، ويقول عن أن يحويه قول أو يناله: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ٦٢}⁣[يونس]. ويقول سبحانه في إعزازه في الدنيا لأوليائه، وما منَّ به عليهم فيه من نصره وإعلائه: {إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ ١٧٢ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ١٧٣}⁣[الصافات]، وفي ذلك ما يقول الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ٨}⁣[المنافقون]، وقال فيما وصفهم به من الإخاء والولاء: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}⁣[الحجرات: ١٠]، فثبتت بينهم بتثبيت الله في الله ولله الموالاةُ والأخوةُ، فهم الإخوة المتبارُّون، والأولياء المتناصرون، والمؤَمَّنُون بمنِّ الله عليهم من كبائر العصيان، وبإيمانهم من الكبائر استحقوا⁣(⁣١) عند الله اسم الإيمان، فسماهم به ودعاهم، وبإيمانهم من كبائر عصيانه أعطوا هداهم، كما قال الله الذي لا إله إلا هو: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ١٧}⁣[محمد]، وبتقوى الله التي هي خشية الله وإكباره، وإجلال الله عن العصيان وإعظامه - تمت من الله عليهم النعم، وثبت عند الله لهم الكرم، فقال سبحانه: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}⁣[الحجرات: ١٣]، فاتقوا الله فقد علَّمكم


(١) في نسخة: وبإيمانهم استحقوا.