القتل والقتال
  لذكر الله في ذلك، وخبره فيهم عن أنه كذلك، إذ يقول سبحانه: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ١ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ٢ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ٣ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ٤ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ٥ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ٦ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ٧ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ٨ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ٩ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ١٠ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ١١}[المؤمنون]، ويقول سبحانه: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ٥٢}[النور]، ويقول ﷻ عن أن يحويه قول أو يناله: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ٦٢}[يونس]. ويقول سبحانه في إعزازه في الدنيا لأوليائه، وما منَّ به عليهم فيه من نصره وإعلائه: {إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ ١٧٢ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ١٧٣}[الصافات]، وفي ذلك ما يقول الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ٨}[المنافقون]، وقال فيما وصفهم به من الإخاء والولاء: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}[الحجرات: ١٠]، فثبتت بينهم بتثبيت الله في الله ولله الموالاةُ والأخوةُ، فهم الإخوة المتبارُّون، والأولياء المتناصرون، والمؤَمَّنُون بمنِّ الله عليهم من كبائر العصيان، وبإيمانهم من الكبائر استحقوا(١) عند الله اسم الإيمان، فسماهم به ودعاهم، وبإيمانهم من كبائر عصيانه أعطوا هداهم، كما قال الله الذي لا إله إلا هو: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ١٧}[محمد]، وبتقوى الله التي هي خشية الله وإكباره، وإجلال الله عن العصيان وإعظامه - تمت من الله عليهم النعم، وثبت عند الله لهم الكرم، فقال سبحانه: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}[الحجرات: ١٣]، فاتقوا الله فقد علَّمكم
(١) في نسخة: وبإيمانهم استحقوا.