مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[أقوال ابن المقفع والرد عليها]

صفحة 440 - الجزء 1

  الْحَكِيمُ ٢٤}⁣[الحشر].

  وأما قوله: فما باله جزع في غير كنهه من عمل يديه، فهي أخوات قوله: انقلب وافتخر وأنشأ التي لا تخرج إلا من بين جنبيه، ومتى⁣(⁣١) زعم ويله أنا أخبرناه أنه جزع أو سخط أو كره أو عاب شيئاً مما صنع؟

  وأما قوله: ابتدع الأشياء⁣(⁣٢) مما كان هاذياً فيه، وهذا من قوله في الأشياء فقول فاسد ليس يُعزَى، إلا أنا أديناه عنه بحفظه، وكرهنا تبديله إذ حكيناه عن لفظه.

  ثم قال عذبه الله وأدام العذاب عليه: وتجاوز رضاه إلى سخطه، ومحابه إلى مكارهه، والخير لعباده إلى الشر لهم، والرحمة لهم إلى العذاب عليهم، ثم افتخر - زعم - وامتدح بأنه غلبهم وقهرهم، وإنما هم لا شيء ومن لا شيء.

  افهموا قوله: وإنما هم لا شيء، فكيف - ويله - يكون هم لا هم، وشيء لا شيء⁣(⁣٣)، ما يبلغ مثلَ هذا هذيانُ المجانين، ولا جنون أقوال الهاذين.

  فأما قوله: إذا غلبهم افتخر وامتدح، فهما من أخوات انقلب، وهو فيهما يلعب كما كان يلعب.

  ثم عمد إلى أسر أسرار الفرقان، وأعجب عجيب⁣(⁣٤) سر القرآن، من الرآئيات والحواميم، وما ذكر فيه من {ق} و {الم} و {طسم}، فعدَّ علمها جهلاً،


(١) ما معنى الاستفهام بـ (متى) هنا؟ يظهر أن الطاعن ادعى أن الإمام القاسم أخبره بأن الله تعالى ... إلخ - فاستنكر الإمام هذا الادعاء وقال: متى أخبرناه ... إلخ. (من خط السيد العلامة المجتهد محمد بن عبدالله عوض المؤيدي حفظه الله).

(٢) في (أ): ابتدع الأشياء فأخرج الأشياء.

(٣) من أين جاء: هم لا هم وشيء لا شيء؟ جاء ذلك من قول المتمدح: «وإنما هم لا شيء ...» فإخباره عنهم بأنهم لا شيء متناقض في قوة: هم لا هم وشيء لا شيء. (من خط السيد العلامة المجتهد محمد بن عبدالله عوض المؤيدي حفظه الله).

(٤) في (ب): عجائب.