مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[أقوال ابن المقفع والرد عليها]

صفحة 445 - الجزء 1

  بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ٣٢}⁣[فاطر]، ولتكن مسألته منهم للسابقين بالخيرات؛ فإن أولئك أمناء الله على سرائر الخفيات من منزل وحي كتابه، وما فيه من خفي عجائبه، فقد سمعت قول الله: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ٤٣}⁣[النحل].

  فأما من لا فرق عنده بين عامي من عمي، ولا غي⁣(⁣١) في العاديات من سعي، ولا الصُّور من صَوَّر، ولا العُمُر من عَمَّر، ولا النُّور من نَوَّر، ولا الأمور من أمور⁣(⁣٢) - فحقيقٌ أن يتعلم لسان القرآن، الذي صَوَّر والصور فيه مفترقان، والحمد لله رب العالمين، وصلواته على محمد وآله وسلم.

  وأما قوله: ثم زعموا أن الله خلق الأشياء كلها بيده لا من شيء موجود، وزعم أن اليد لا يتوهم قبضها وبسطها إلا بعد وجود - فواعجباً لجهله بمسائله، وزور كذبه علينا ومقاوله! ومتى - ويله - زعمنا له أن جميع ما بث من خلقه وأرى مما ولي خَلْقَه بيده تعالى؟ إنما قيل ذلك في آدم خاصة دون غيره من الأشياء؛ إذ تولى سبحانه صنعه بالابتداء، فلم يكن ككون بعض الأشياء من بعض، ولم يتقدمه في خلقه⁣(⁣٣) نظير من أهل الأرض، فأما نظراؤه الذين كانوا بعدُ من أولاده فإنما خلقهم سبحانه بالتناسل من بعده، لا على طريق خلقته من الابتداء، ولا بمثل مبتداه من الأشياء⁣(⁣٤)، خلقاً عن غير والِدَينِ وَلَداه، ومبتَدَعاً لا على مثال ابتداه.


(١) في (أ): عي.

(٢) في المطبوع: أمر.

(٣) في (أ): خلقته.

(٤) لعلها: من الإنشاء، وإلا فما معنى هذا الكلام؟ مع قوله: خلقاً من غير والدين ... إلخ وهو في أولاد آدم؟ وما إعراب: خلقاً؟ نعم، لعلها «من الإنشاء» وخلقاً مفعول مطلق أي: خلق آدم خلقاً عن غير والدين. (من خط السيد العلامة المجتهد محمد بن عبدالله عوض المؤيدي حفظه الله).