مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[أقوال ابن المقفع والرد عليها]

صفحة 447 - الجزء 1

  أقطار، والقطر تحديد وافتطار.

  فإن قلت: ليس نتوهمه على هذا؛ لأن هذا قد استحال، ولكننا نتوهم أنه لم يزل ولا يزال.

  قيل: فأنت إنما تريد تتوهم أنك تدرك وتعلم، فلِمَ أنكرت المحدث وإن لم تعلم له كيفية في الوهم؟ وقد ثبت معنى لم يزل غير متوهم، فقد يلزمك أن يكونا جميعاً عندك في التعجب مشتبهين. فإن قلت⁣(⁣١): فإني أنفي يا هذا هذين الوجهين فالمسألة عليك في نفسك لازمة، والأشياء بعدُ قائمة، يقال لك: أتخلو الأشياء من أن تكون حوادث أو قديمة؟ إذ الأشياء ليست إلا قديماً أو حادثاً، لا يتوهم متوهم فيها وجهاً ثالثاً.

  فإن قلت: فإني⁣(⁣٢) لا أدري أعلى حقائق الأشياء أم لا لَحِقْتَ بأصحاب سوفسطا⁣(⁣٣)، وفيما كان من رد الأوائل عليهم غنىً⁣(⁣٤) كافٍ، وبيان قد تقدم منهم شافٍ، والحمد لله رب العالمين كثيراً، وصلواته على محمد وآله الذين طهرهم تطهيراً.

  ومما يقال إن شاء الله لمن قال: إنه لا يكون شيء لا من شيء، وإن كل ما أدركنا بالحواس كلها فأوليٌّ أزلي، وهم فرق شتى متفرقة، فمنهم من يقول: إنما الحدث اجتماع وفرقة.

  ومنهم من يقول: إنما هو تغير العين باختلاف ما يدخلها من التغيير.

  ومنهم من يقول: إنما الحدث كون بعض الأشياء المختلفة المتضادة من بعض، كالأرض التي تكون من الماء، والماء الذي يكون من الأرض، ومن أجل هذا الأصل قالوا جميعاً: إن الكل مختلط بالكل، وإن الكل من الكل يكون، وإن


(١) كتب فوقها في (أ): قال.

(٢) «فإني» ساقطة من (أ).

(٣) وهي جهة لهم، وقيل: بل اسم رجل. (معراج).

(٤) في (أ): عنا.