الرد على الرافضة
  ليس قد كان بعلمه علمه(١)، وكان # في علمه(٢) به مقتدياً؟!
  فإذا قالوا: بلى. قيل: فإن الله تعالى يقول في ذلك بخلاف ما تقولونه، ويخبر أنه لم يعلمه يومئذ بشر عربي ولا عجمي، تعلمونه ولا تجهلونه، قال الله سبحانه: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ١٠٣}[النحل]، فأخبر أن معلمه صلى الله عليه وآله غير أمي، وأنه(٣) علمه بلسان عربي مبين. ولو كان الأمر كما تقول الرافضة في الإمامة والوصية لما خلا النبي # فيما نَسَبَتْ إلى عربية أو أعجمية من أن يكون قبل نبوته وبعثته وما وهبه الله بالرسالة من نعمته لم ير وصياً ولم يصل إليه، ولم يعرفه ولم يستدل عليه، فيكونوا هم اليوم أهدى منه يومئذ في معرفة وصيهم سبيلا، أو يكون الله أقام لهم في معرفة الأوصياء ولم يقم له دليلاً، أو يزعمون أن قد لقي وصي وصي عيسى صلى الله عليه ورآه، وكان مهتدياً يومئذ بهداه، من قبل مجيء رسالة الله إليه، وقبل تنزيله سبحانه لوحيه عليه، فيزعمون(٤) أن قد كان يومئذ مهتدياً غير ضال، وبرياً قبل نبوته من جهل الجهال، وعالماً بجميع الإيمان، فيكذبوا بذلك آيا من الفرقان، منها قوله سبحانه: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ٧}[الضحى]، وقوله سبحانه في آية أخرى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ٥٢}[الشورى].
  وقوله سبحانه: {قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ
(١) في (أ، ب): في عمله.
(٢) في (أ، ب): في عمله.
(٣) في المطبوع: بأنه.
(٤) في (أ، ب): فيزعموا.