الرد على الرافضة
  لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ١٦}[يونس]، فهو صلى الله عليه لم يكن يدري ما الإيمان حتى أدري، ولا يعلم # ما الهدى عند الله حتى علم وهدي، وبعض أئمتهم عندهم فقد علم ما الهدى والإيمان وهو وليد طفل، ورسول الله صلى الله عليه لم يكن يعلمه حتى علمه الله إياه وهو رجل كهل، فأي شنعة أشنع أو وحشة أفظع من هذا ومثله، وما يلحق فيه بأهله من مزايلة كل حق ومخالفة كل صدق؟! فإن هم أبوا ما وصفنا لتفاحشه، ولما يدخله من شنائع أواحشه، فزعموا أنه لم يكن في الأمم لا في العرب منها ولا في العجم قبل بعثة النبي محمد # وصي يعلم يومئذ ولا إمام ضل رسول الله ÷ بجهله، ولا أصاب الهدى يومئذ من قِبَله، حتى آتاه الله هداه ورشده، وبصره سبيل الهدى وقصده، كما فعل بأبيه إبراهيم صلى الله عليه فيما آتاه قبله من رشده، ودله عليه من الهدى وقصده، إذ يقول سبحانه: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ٥١}[الأنبياء]، ويقول فيه عند تلمسه ليقين المعرفة برب العالمين: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ٧٦ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ٧٧ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَاقَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ٧٨ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ٧٩}[الأنعام]، فَقَرَّ به ~ قرارُ اليقين في معرفته برب العالمين، حين برئ عنده سبحانه من مذموم الأفول(١) والزوال، وتَصَرُّفِ اختلاف التغيير والأحوال، وما لا يكون من ذلك إلا في الأمثال المتعادلة، وأشباه الصنع المتماثلة، التي جل الله سبحانه أن يكون لشيء منها مثيلا، أو يكون لشيء منها ﷻ عديلا.
(١) في (أ، ب): من مذموم الأقوال.