الرد على الرافضة
  وفي مثل ذلك ما يقول سبحانه لمحمد ÷ مع إفضائه من يقين المعرفة إلى ما أفضى إليه: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ١٦٢ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ١٦٣}[الأنعام]، فهو # يخبر أنه أول أمته وقرنه، ومن كان معه من أهل أيامه وزمنه بالله لا شريك له إسلاماً وإيماناً، ............ (١).
  والله يخبر أن قد أرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين، ولو كان معهما صلى الله عليهما يومئذ وصي لمرسلين لكان إسلامُ الوصيِّ وإيمانُه قبل إسلام إبراهيم ومحمد وإيمانهما، ويقينُ الوصيِّ بالله وعلمُه قبل علمهما بالله وإيقانهما، ولما جاز أن يقول محمد ÷: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ١٦٣}[الأنعام]، فيما قد سبقه غيره ممن معه إليه، وإبراهيم صلى الله عليه يطلب يومئذ الدين، ويلتمس حينئذ بالله(٢) جاهداً اليقين، بحيلة كل محتال بفكره، ويخاف الضلال عن الله مع نظره، ويقول: {لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ٧٧}[الأنعام]، ويقول للكواكب: {هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ٧٦}[الأنعام]، ومعه وصي أيامه ودهره لا يخطر على باله ولا نظره(٣)، ولا يقع على شيء مما يجيل بفكره.
  والرافضة اليوم تزعم أنها قد تعلم أنه قد كان معه وصي يلزمه أن يعرفه بعينه، ويعلمه ما يلزمها اليوم من معرفة الوصي، وما تدعي فيه من باطل الدعاوي، فهي عند أنفسها تعلم من الأوصياء في دين الله ما لم يكن يعلمه منهم خليل الله، وتهدي من الرشد فيه ما لم يهد الله خليله إليه. إلا أن تزعم أنه لم يكن مع إبراهيم وفي أمته وصي يهديها، فيكون في ذلك بطلان ما في أيديها، وما يلزمها
(١) هنا بياض في المخطوطتين.
(٢) «بالله» ساقط من (ب).
(٣) في (ب): ونظره.