[أقوال من قال بجعفر من الروافض في الإمام والرد عليهم]
  وصنف آخر يقال لهم: السبطية(١)، زعموا أن جعفراً أوصى إلى محمد ابنه، وهو الإمام من بعده، وهو مفقود.
  وصنف آخر يقال لهم: الخطابية، زعموا أن الإمامة انتقلت من جعفر إلى الخطاب، والخطاب خليفة جعفر ووصيه وجعفر غائب حتى يرجع.
  وصنف آخر من الروافض من أصحاب موسى وقفوا على موسى، وزعموا أن موسى حي لم يمت، ولا يموت حتى يملأها عدلاً كما ملئت جوراً، ويقال لهم: الواقفة والممطورة.
  وصنف آخر منهم يقال لهم: القطعية، وهم أصحاب علي بن محمد.
  وصنف آخر منهم يقال لهم البشرية، وهم من أصحاب علي بن محمد أيضاً، يزعمون أنا إذا عرفنا إمام زماننا فليس علينا شيء من الأعمال، لا صلاة ولا صوم ولا زكاة ولا حج ولا شيء من الفرائض حتى يظهر حكم صاحبنا؛ لأنا في الفترة، وقد غُيِّرت وبُدِّلت الأحكام والفرائض، فليس علينا من هذا شيء إلى يوم القيامة.
[أقوال من قال بجعفر من الروافض في الإمام والرد عليهم]
  وكل من قال بجعفر من الروافض يزعم أن الإمام يخلق عالماً، وطبعه العلم، والعلم مطبوع فيه، ويزعمون أن الإمام يعلم الغيب، ويعلم ما في تخوم الأرضين السابعة السفلى، وما في السماوات السابعة العليا، وما في البر والبحر والليل والنهار عنده مجرى واحداً. فسبحان الله! وما هذه إلا صفات(٢) رب العالمين، وكيف يخلقون علماء ورسول الله ÷ لم يُخلق عالماً؟ ولم يكن طبعه العلم، ولم يعلم إلا بعد تَعلُم، ولم يَعرف حتى عُرِّف وكيف وقد حدَّث بعض أهل بيت النبي ÷ عن آبائه قال: قال رسول الله ÷: «أنا عبد مخلوق مربوب، لم
(١) في (أ، ب): السفطية.
(٢) في (أ): صفة.