[أقوال من قال بجعفر من الروافض في الإمام والرد عليهم]
  أكن نبيئاً فنبئت، ولم أكن رسولاً فأرسلت، ولم أكن عالماً فعُلِّمت، فلا تقولوا فيَّ فوق طولي».
  وقد قال الله تبارك وتعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ٧}[الضحى]، فسماه ضالاً ثم هداه، ولم تكن ضلالة رسول الله ÷ ضلالة شرك، ولا كضلالة قريش، ولا كضلالة اليهود والنصارى، غير أنه كان ضالاً عن الشرائع، أي: جاهلاً بالشرائع حتى بصَّره الله وهداه وعرَّفه، ولم يجهل رسول الله ÷ رب العالمين.
  أما بلغك قول الله سبحانه لنبيه: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ١١٤}[طه]؟ وهل تكون الزيادة إلا من نقصان؟ فما لم يكن لرسول الله ÷ فلا يكون لأحد من خلق الله، وكل عالم بعد جهل يعلم، ولا بد أن يقع اسم الجهل على كل خلقه؛ كيلا يُشَبَّه أحدٌ من خلقه به؛ لأن الله لم يجهل ولم يتعلم ولم يزل عالماً، وكل خلقه بعد جهل تعلموا، والله سبحانه لم يجهل ولم يتعلم. ولو كان على ما قالت الروافض بأن الأئمة علماء غير متعلمين، ولا يجوز الجهل في وقت من الأوقات على أحد من الأئمة، فسبحان الله أفليس قد شبهتموه برب العالمين؛ إذ لم يجهل صاحبكم ولم يتعلم؟ أو ليس قد شبهتموه بالله بقولكم زعمتم: إنه يعلم الغيب، ويعلم أعمال العباد ومواضعهم، كل رجل باسمه ونسبه، ويعلم ما تلفظونه، ويعلم ما في قلوب العباد، فسبحان الله عما يقولون! وهل هذه إلا صفة رب العالمين؟!
  وتأولوا قول الله سبحانه في كتابه لقوله: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}[التوبة: ١٠٥]، فيزعمون أن الله ورسوله والأئمة يرون أعمال العباد، فسبحان الله كيف يرى ما غاب عنه؟ وإنما قال سبحانه: {اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}[التوبة: ١٠٥]، وإنما عنى تبارك وتعالى أي: فسيرى المؤمنون والأنبياء في الآخرة أعمالكم إذا ظهر الغيب