[صفة الإمام]
  النكاح، أو فقير لا حيلة له ولا مبيت(١) عنده، وزعمتم أنه يعرف مكانكم، ويرى أفاعيلكم، ويعلم حالكم، أوليس يجب عليه أن يغير حالكم، ويفرج على مغمومكم، ويقضي عن مديونكم؟! إذ زعمتم أنه قام مقام النبيئين.
  وقد قال الله تبارك وتعالى في نبيه: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ٤٣}[الأحزاب]، فكان ÷ يعطي ضعفاء أمته حتى يؤثرهم على نفسه وعياله، وقد قال الله تبارك وتعالى في أهل بيته ÷: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ٨}[الإنسان]، فلم يبخلوا بطعامهم على الأسير وهو كافر، وآثروه على أنفسهم، فكيف ينبغي لصاحبكم أن يستأثر بالمال على المستضعفين الفقراء من أصحابه؟ وقد قال الله سبحانه في أهل بيت نبيه ÷: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ٩}[الحشر]، وقد قال في المؤمنين: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}[الفتح: ٢٩]، فقد وصف المؤمنين بالرحمة بعضهم لبعض، فكيف يسع حجة الله إذ(٢) كان حجة على ما وصفتم أن يستغل(٣) الألوف، ويأخذ خمس أموالكم، ويُوَكِّل في كل بلاد لقبض الأموال، ولا يُفرِّج على أحد من خلق الله، ولا يقسمها في الفقراء والمساكين؟! فلم تُر منه صفة النبي ÷ إذ قال الله في نبيه: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ٤٣}، ولم تُر منه صفة المؤمنين من أصحاب النبي # إذ قال الله فيهم: {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا}[الفتح: ٢٩]، {وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}[الحشر: ٨].
  فلا يرى فيه أن يفرج على أحد من فقراء المؤمنين إن ظلم أو قتل، ولم يُر فيه النصبُ حربا لأعداء الله، ولا يسير فيما يسخط الأعداء، ولم ير إلا طلب أخذ
(١) في (أ، ب): منبت.
(٢) في نخ: إذا.
(٣) في (أ): يستحل. وفي (ب): يشغل.