مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[صفة الإمام]

صفحة 552 - الجزء 1

  وزعموا أن آدم أوصى إلى شيث، وشيث أوصى إلى ابنه، وقادوا الوصية إلى أنفسهم، وزعموا أن الوصية فيهم اليوم، وزعموا أن كل نبي ادعى النبوة من بعد شيث مدع كاذب؛ لأنه⁣(⁣١) لا يخبرنا بعلم آدم.

  وقالوا: إن الله علم آدم الأسماء والعلم كله، فدفع كل رجل إلى وصية العلم كاملاً، ثم ادعوا بأن العلم الذي نزل من السماء فيهم كامل، وأبطلوا كل نبي بعثه الله من ولد آدم.

  ثم قادوا الوصية قوم من اليهود، وزعموا أن الوصية انتهت إلى ولد داود، فجعلوا الوصية في ولد داود، وجعلوها وراثة، وزعموا أنه يرث ابن عن أب، وهم بالعراق يقال لهم: رأس الجالوت، يدفعون إليه خمس أموالهم، وعن الذكر البكر من الولد والمواشي والدواب، وإذا ذُبح ثور حُمِل إليه درهم قفلة وثلث وثمن كبده، وإذا تزوج أعطاه أربعة دراهم قفلة، وإذا بنى أحدهم داراً أعطاه مثل ذلك، وإذا تزوج لا يقدر أن يطلق إلا بأمره أو أمر وكيله، فإذا طلقها أخذوا منه أربعة دراهم قفلة، وعليه أن يربي أولاد الزنا من اليهود ومن لا يعرف له أب حتى يكبر، فإذا كبر كان مولاه إن شاء أعتقه وإن شاء باعه، وهم الذين يحملونه إذا خرج من منزله لا يتركونه يمشي، ويقولون: إن اليهود فيئهم، فإن أيديهم أطول من أيدي الناس، وأنه يبلغ الركبتين إذا استوى قائماً، كذباً وزوراً، واسمهم: رأس الجالوت. ويزعمون أن موسى وهارون سيرجعون إلى الدنيا، فتكون لهم الدولة على المسلمين. وكل نبي بعثه الله في بني إسرائيل من غير هؤلاء ونسلهم كذبوه وقتلوه، وقالوا: بأنه لو كان نبياً لكان من ولد هؤلاء ونسلهم، الذين قادوا فيهم الوصية، فقال الله سبحانه تصديق ما قلنا: {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ٨٧}⁣[البقرة]، فقد ارتكبت هذه الأمة ما ارتكبت بنو إسرائيل القذة بالقذة، والحذو بالحذو كما قال رسول الله ÷.


(١) «لأنه» ساقطة من (أ).