مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[ذكر بعض أنواع النسخ وبيان حسن ذلك]

صفحة 47 - الجزء 2

  الإيضاح، بأضوأ في أنفسهم من وضح الإصباح⁣(⁣١).

  ونسخ ما نسخ منه وإبداله فمن آيات الله فيه ، لا يأبى ذلك فيه ولا يدفعه إلا مَن لا يفهم الكتاب ولا يسمعه إلا بإذنه لا بيقينه، فأما من سمعه بيقينِ قلبِه ولُبِّه فهو موقن بأنه من آيات ربه؛ لما بينا من ذلك وذكرنا، وأوضحنا فيه ونوَّرنا، والحمد لله على ما فصَّل من الآيات، وبيَّن برحمته من الرشد والهدايات.

  فمن عرف يا بني وصل الكتاب من فصله، ومُنساه ومقرَّه من منسوخه ومبدَلِه - سَلِم بإذن الله من الهلكات، واعتصم بمعرفته من الشبه المضلات⁣(⁣٢)، ومن عمي وتحيَّر عن ذلك وقع في بحور من المهالك⁣(⁣٣)، لا ينجيه من أمواج لجج غورها إلا من وهبه الله فهم آياته ونورها، وعرف بإذن الله المتصل من المنفصل، والمقَرَّ المنسأ من المنسوخ المبدل⁣(⁣٤)، وعلم أن النسخ والتبديل⁣(⁣٥) فيه من الله رحمة لخلقه، وحكمة منه سبحانه زاد بها في تبيين⁣(⁣٦) حقه؛ إذ صرَّف بالتبديل فيه⁣(⁣٧) لهم الأقوال، وضرب به لهم في التفصيل الأمثال، فقال سبحانه: {وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ٢٥}⁣[إبراهيم]، وقال سبحانه:


(١) في (أ): الإيضاح.

(٢) في (أ): من الشبه والمعضلات.

(٣) في (أ): من الهلكات.

(٤) في (د): والمبدل.

(٥) في (د): أن المنسخ المبدل.

(٦) في (د): مبين.

(٧) «فيه» ساقطة من (أ).