[العلم بقدر القرآن وقصده]
  القياسات التي قاسها(١) في الدين، وضل(٢) بها عن اليقين مَن رغب عنه إلى غيره، ولم يستنر منه بمنيره، فعَمِهَ في ضلالات المضلين غَرِفاً متسكعاً؛ إذ(٣) لم يكن بكتاب الله مكتفياً ولا عنه مستمعاً، يستفيد الباطل من المبطلين ويفيده، معرضاً عن حق المحقين لا يطلبه ولا يريده، راضياً لنفسه بالهلكة من النجاة، وبالموت الموصول بنكال الآخرة من الحياة، يَعدُّ غيَّه وعماه رشداً(٤)، وضلالته عن الرشد هدى، قد زاد غيَّه وعماه ما أسعده من دنياه، لَمَّا أسلمه الله لحيرته إليه بما أمده به من ماله وبنيه، فاستدرجه(٥) به من الآمال والعافية(٦) من نوازل البلاء، كما قال تبارك وتعالى فيهم [وفيما أمدهم به من مالهم وبنيهم](٧): {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ ٥٥ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ ٥٦}[التوبة]، {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ١٧٨}[آل عمران]، فغرض كتاب الله المبين فإنما هو التبيان واليقين.
  وقد تعلمون أن كل ذي صناعة أو تجارة مما(٨) كانت أو بيَاعة قد عَلِم قبل
(١) في (د): من القماشات التي قمشها.
(٢) في (د): فضل.
(٣) في (د): إذا.
(٤) في (د): وعماه بَعْدُ رشداً.
(٥) في (أ): واستدرجه.
(٦) في (د): بالعافية.
(٧) ما بين المعقوفين من (أ).
(٨) في (أ): ما كانت.