مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[متشابه القرآن وما يظن متشابها وهو محكم]

صفحة 60 - الجزء 2

  قد أخلفهم ما وعدهم.

  فقال عمر: فرجت عني فرَّج الله عنك.

  قال ابن عباس: فإن رجلاً لقيني آنفاً فقرأ عليَّ قول الله: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ}⁣[البقرة: ٢٢٢]، فإذا هو يقول: حتى يطهرن بالماء، {فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ}، يعني⁣(⁣١) قبلاً ودبراً، فقلت: كفى مَن ذَهَبَ إلى هذا التأويل بهذا التأويل كفراً، إنما عنى الله تبارك وتعالى: حتى يطهرن من الدم، فإذا تطهرَّن منه⁣(⁣٢) بالماء {فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ}، يعني: طاهرات غير حُيَّض.

  فقال عمر: إن قريشاً لتُغْبَط بك يا ابن عباس، بل جميع العرب، بل جميع أمة محمد ÷.

  وقال في ذلك خريم بن فاتك الأسدي:

  ما كان يعلم هذا العلمَ من أحدٍ ... بعد النبي سوى الحبر ابن عباس

  من ذا يفرج عنكم كل معضلةٍ ... إن صار رمساً مقيماً بين أرماس⁣(⁣٣)

  مستنبط العلم غضاً من معادنه ... هذا اليقين وما بالحق من باس

  وصدق لَعَمْري عمر بن الخطاب، إن الأمة لتغبط بأن يكون فيها ومنها مَن


(١) «يعني» ساقط من (د).

(٢) «منه» ساقطة من (أ).

(٣) ذكر القصة ابن عساكر في تاريخ دمشق وذكر مع هذه الأبيات بيتين آخرين، وروى عجز البيت الثاني هكذا: إن صار رهناً مقيماً بين أرماس، ونسب الأبيات إلى أيمن بن خريم.