[متشابه القرآن وما يظن متشابها وهو محكم]
  يجادل أهل الإلحاد في تنزيل الله والكفر بآيات الله سبحانه عنها.
  ولفي مجادلة من ألحد وأبطل، أو جَهِلَ(١) بيان الكتاب فعطَّل، ما يقول الله سبحانه لرسوله ÷: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ١٢٥}[النحل]، وفي مثل ذلك ما يقول رب العالمين بعد رسوله # للمؤمنين: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}[العنكبوت: ٤٦]، ذلك لما جعل الله في المجادلة لمن ظُلِمَ بالحجة من الدفاع(٢) عنهم.
  ولفي(٣) ذلك والحمد لله قديماً، وإذا كانت الحجةُ في الله صراطاً(٤) مستقيماً ما يقول سبحانه: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ}[البقرة: ٢٥٨]، يريد الملك بقوله: أميت وأحيي أني أقتل من أردت وأحسن(٥) وأخلي، فلما حاجَّ إبراهيم الملك بحجته في ربه، ودعاه بدليل الحياة والموت إلى ما دعاه الله إليه من المعرفة به، فلم يقر الملك بما عرف، وأنكر وكابر وعسف - احتج إبراهيم ~ من الحجة بما لا دعوى له فيه، من إتيان الله بالشمس من مشرقها، فقطعه إبراهيم بحجة الله [وحقها، ثم زاد الحجة عليه تأكيداً، وقول إبراهيم بحجة الله](٦) تثبيتاً(٧) وتسديداً، قولُه: {فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ}. فلما جاءه(٨)
(١) في (أ): وجهل بيان الكتاب ففصل.
(٢) في (أ): الدفع.
(٣) في (أ): ونفى.
(٤) في (أ): شرطاً مستقيماً.
(٥) في (د): وأحبس.
(٦) ما بين المعقوفين ساقط من (أ).
(٧) في (أ): تبييناً.
(٨) في (د): حاجه.