مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[متشابه القرآن وما يظن متشابها وهو محكم]

صفحة 61 - الجزء 2

  يجادل أهل الإلحاد في تنزيل الله والكفر بآيات الله سبحانه عنها.

  ولفي مجادلة من ألحد وأبطل، أو جَهِلَ⁣(⁣١) بيان الكتاب فعطَّل، ما يقول الله سبحانه لرسوله ÷: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ١٢٥}⁣[النحل]، وفي مثل ذلك ما يقول رب العالمين بعد رسوله # للمؤمنين: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}⁣[العنكبوت: ٤٦]، ذلك لما جعل الله في المجادلة لمن ظُلِمَ بالحجة من الدفاع⁣(⁣٢) عنهم.

  ولفي⁣(⁣٣) ذلك والحمد لله قديماً، وإذا كانت الحجةُ في الله صراطاً⁣(⁣٤) مستقيماً ما يقول سبحانه: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ}⁣[البقرة: ٢٥٨]، يريد الملك بقوله: أميت وأحيي أني أقتل من أردت وأحسن⁣(⁣٥) وأخلي، فلما حاجَّ إبراهيم الملك بحجته في ربه، ودعاه بدليل الحياة والموت إلى ما دعاه الله إليه من المعرفة به، فلم يقر الملك بما عرف، وأنكر وكابر وعسف - احتج إبراهيم ~ من الحجة بما لا دعوى له فيه، من إتيان الله بالشمس من مشرقها، فقطعه إبراهيم بحجة الله [وحقها، ثم زاد الحجة عليه تأكيداً، وقول إبراهيم بحجة الله]⁣(⁣٦) تثبيتاً⁣(⁣٧) وتسديداً، قولُه: {فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ}. فلما جاءه⁣(⁣٨)


(١) في (أ): وجهل بيان الكتاب ففصل.

(٢) في (أ): الدفع.

(٣) في (أ): ونفى.

(٤) في (أ): شرطاً مستقيماً.

(٥) في (د): وأحبس.

(٦) ما بين المعقوفين ساقط من (أ).

(٧) في (أ): تبييناً.

(٨) في (د): حاجه.