تفسير سورة القدر
  عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ٨}، فمن آمن: فهم المؤمنون من كبائر العصيان، والذين لا يُخافون على ارتكاب زور ولا بهتان ما ثبت لهم أبداً اسم الإيمان، وحُكمُ أهل الهدى والبر والإحسان.
  والصالحات من الأعمال: فهي كل صالح عند الله من قول أو أفعال، وجزاؤهم: هو ثوابهم من الله وعطاؤهم.
  وتأويل {جَنَّاتُ عَدْنٍ} هو: جنات مستقر وأمن. وتأويل {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ} هو: رضا الله سبحانه لهم، {وَرَضُوا عَنْهُ} فتأويل رضاهم: فهو بما أعطاهم وجزاهم، بأنهم لم يزالوا راضين عنه - جل ثناؤه - في دنياهم قبل مصيرهم إلى ما صاروا.
  ثم أخبر سبحانه لمن جعل جزاءه فقال: {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ}، يعني: لمن خافه واتقاه، فأخبر ﷻ أنه جعل لأهل التقوى الكرامة والرضا، والارتضاء في المعاد والمثوى.
  وتأويل {خَالِدِينَ فِيهَا} فهو: بقاؤهم أبداً بعد المصير إليها.
تفسير سورة القدر
  
  وسألته رحمة الله عليه عن قوله سبحانه: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ١} - فقد يكون أنزلنا: جعلنا، كما قال سبحانه: {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ}[الحديد: ٢٥]، {وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ}[الزمر: ٦].