مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

تفسير سورة العلق

صفحة 108 - الجزء 2

  بذلك رضوان الله، وطالباً بذلك لما عند الله، مصيباً في ذلك لرشده⁣(⁣١) وهداه - قد أصاب بذلك من الله طاعته ورضاه، أليس مَن نهاه عندهم عن ذلك وآذاه فقد استوجب لعنة الله وإخزاه؟ وكذلك كل عبد لله أمر بالتقوى والإجلال لله، كما كان يصلي محمد ÷ لله ولمرضاته، ويأمر باتقاء الله جل ثناؤه ومخافته، وكل ما كان فيه من ذلك كله عندهم فحميد، ومن يعمل لله بذلك فيهم فرشيد.

  ثم قال سبحانه لرسوله ÷: {أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ١٣} تأويل ما يقرأ من ذلك ويتلى: أفرأيت من كذب به بعد إقراره بما يصف، وتولى في ذلك عما يعرف، من أنه ليس له أن ينهى عبداً عن أن يصلي لله، ولكن أن يأمر بما هو الهدى عنده من تقوى الله.

  {أَلَمْ يَعْلَمْ} من فعل ذلك {بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ١٤} فيخاف أن يؤاخذه الله بفعله ويجزى.

  وتأويل رؤية الله فهو علم الله بنهي من ينهى عبداً إذا صلى، فما بالهم ينهون محمداً ÷ وأصحابَه عن الصلاة، وعما لم يزل يأمر به من التقوى أهل البر والرشد من الهداة⁣(⁣٢)؟ مع علم مَن ينهى عن ذلك ويقينه بأن الله عالم⁣(⁣٣) بنهيه عن ذلك وغيره، فلما أصر الناهي عن ذلك على ظلمه فيه وكفره مع ما أيقن به من علم الله بأمره فيه كله وأقر قال سبحانه: {كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ} عما هو فيه،


(١) في المطبوع والمصابيح: مصيباً لذلك في رشده.

(٢) في المطبوع والمصابيح: الهدى.

(٣) في المطبوع والمصابيح: علم.