باب الوضوء
  الصلاة من التنكير كان في الصلاة أفحش وأنكر، وفيما أمر الله به منها أكبر.
  وفي ركوع الصلاة وسجودها بعد الذي قدمناه من حدودها ما يقول سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ٧٧}[الحج].
  وفيما قلنا من تسكين الأطراف فيها وما أمر الله به من الخشوع والإقبال عليها ما يقول سبحانه: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ١ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ٢}[المؤمنون]، ومن يشك في أن من الخشوع في الصلاة تسكين العيون وغضها؟ وكذلك أنه يجب تسكين الأيدي وحفظها، فذلك من الخشوع فيها ومن الإقبال عليها، وما قلنا في ذلك ومن دلائله ما ذكر عن رسول الله ÷ من أنه قال: «ما بال رجال يرفعون أيديهم إلى السماء في الصلاة كأنها أذناب خيل شمس، لئن لم ينتهوا ليفعلن الله بهم وليفعلن»، لا يجهل ذلك من رواتهم إلا متجاهل. فأمر الصلاة كلها والحمد لله سكون وخشوع لله.
  ثم قال تبارك وتعالى في تسبيح ركوعها بعد الذي بينه وفصله من أمر خشوعها، أمرا منه بينا، وحكما متقنا، {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ٧٤}[الواقعة]، فوقفنا سبحانه من التسبيح على صراط مستقيم. ثم قال سبحانه في تسبيح السجود بقول ظاهر بين محدود: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ١}[الأعلى]، دلالة منه لكل من صلى على ما يقول عند الركوع والسجود في صلاته، رحمة منه وتخييرا(١)
(١) قوله #: «تخييراً» لعلها: «وتخيراً» أي: اصطفاء. (من خط السيد العلامة المجتهد محمد بن عبدالله عوض المؤيدي حفظه الله).