باب الوضوء
  وَأَصِيلًا ٤٢}[الأحزاب]، فكفى بهذا وبغيره من أمثاله في كتاب الله على ما قلنا دليلا، والحمد لله كثيراً على ما نور من أموره تنويرا.
  فأما ما يذكر عن عمر من أنه كان يقول: سبحان ربي العظيم الأعلى، فلست أرى - والله أسأل التوفيق - أن يسبح بربه(١) من صلى؛ لأنه قد يقول مثل هذا ويفعله من يجحد الإسلام ويعطله، ممن يثبت مع الله إلها آخر، وإلهين وأكثر، ثم يزعم أن الله لا شريك له أعظم وأكبر من الخلق من الشركاء، فيقول: ربي الأعظم الأعلى هو الذي خلق الأرض والسماء، وهو إلهنا الأكبر الذي لا يرى، ولنا آلهة سواه أخرى لا تخلق شيئاً ولا تنشئ(٢) كما يخلق ربنا الأعلى، وإنما نعبدهم معه لنتقرب بعبادتهم عنده، وليكونوا شفعاء في حياتنا هذه الدنيا، ولا يوقنون ببعث ولا حساب، ولا بمرجع إلى عقاب ولا ثواب، كما قال جل ثناؤه: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[الزمر: ٣٨]، وقال سبحانه لرسوله: {قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ٣٨}[الزمر]، وقال: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}[الزمر: ٣].
  وأما التكبير في كل ركوع وسجود قبل ما سنذكره إن شاء الله من التشهد
(١) في المطبوع: أن يسبح به من صلى.
(٢) قوله #: «لا تخلق شيئاً ولا تنشئ» هذا من قول من يثبت مع الله آلهة أخرى، وقوله: «كما يخلق ربنا ..» متعلق بتخلق في قوله: «لا تخلق شيئاً». (من خط السيد العلامة المجتهد محمد بن عبدالله عوض المؤيدي حفظه الله).