باب الوضوء
  فتقول كلما ركعت أو خفضت أو رفعت: الله أكبر، فإذا أنت كبرت وقللت بعد أو أكثرت فقد أديت في التكبير ما أمرت، وذلك فهو - إن شاء الله - من الخشوع، إلا في رفعك لرأسك - ولا قوة إلا بالله - من الركوع فإنك تقول: سمع الله لمن حمده، وتأويلها: قبل الله ممن شكره فعبده.
  وأما ما جاء في التشهد والذكر والدعاء من القعود في كل ركعتين من الظهر والعصر والمغرب والعشاء، وما يلزم كل مصل في صلاته من القعود بعد الفراغ من كل ما فيها من السجود - فمن دلائل ذلك وعلمه(١) وما دل الله به عليه من حكمه قوله سبحانه لرسوله ÷ فيمن كذب بها وتولى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى ٩ عَبْدًا إِذَا صَلَّى ١٠}[العلق]، ثم قص - سبحانه - من ذكره وما وعد من النكال في خلافه لأمره، فيما نزل في هذه السورة من وحيه، وما ذكر سبحانه عن الصلاة من نهيه، ثم قال سبحانه لرسوله ÷: {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ١٩}[العلق]، وقال تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ٧ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ٨}[الشرح]، فمن الاقتراب والرغبة والانتصاب القعود بعد الفراغ في كل صلاة للطلب إلى الله والرغب والمناجاة، ومن ذلك ما جاء من التشهد، وهي الشهادة لله بالتوحيد من كل موحد، والشهادة للرسول ÷ بما جعل الله من الرسالة فيه، والذكر بعد لله بما حضر، والدعاء لله بما تهيأ وتيسر، فأي ذلك مما قال به قائل أو سأل الله به في صلاته سائل أدى ما يلزمه ويجب، ونقول - إن شاء الله - في ذلك بما يستحب مما ذكر عمن مضى، وكل ذلك وإن اختلف فيه فهو لله رضا.
(١) في المخطوط: وعمله.