مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

باب الوضوء

صفحة 363 - الجزء 2

  فمن ذلك ما جاء به عن زيد بن علي ~ وهو أيضا ما ذكره عن علي بن أبي طالب ~: (بسم الله، وبالله، والحمد لله، والأسماء الحسنى كلها لله، أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، واشهد أن محمداً عبده ورسوله، ثم الصلاة على النبي ÷ بما يمكن ويحضر مما يستحسن من قول كريم أو ثناء أو تعظيم).

  والتشهد والذكر في كل ركعتين من كل صلاة كالتشهد والذكر عند الفراغ من جميع حدودها المسماة، من القيام والافتتاح والتكبير والاقتراء والركوع والتسبيح وذكر الله والخشوع، وإذا أمر الله بالذكر والدعاء في غير الصلاة ووكده فأمره سبحانه بذلك في الصلاة أقرب إليه وأوكد عنده في الذكر والدعاء.

  وفي الصلاة على النبي ÷ ما يقول تبارك وتعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ٤١ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ٤٢}⁣[الأحزاب]، ويقول سبحانه: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا}⁣[الإسراء: ١١٠]، ويقول سبحانه لرسوله ÷: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ٥٦}⁣[الأحزاب].

  وفيما يقول تبارك وتعالى في الجلوس والمقعد بعد الصلاة للذكر والتشهد: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا}⁣[النساء: ١٠٣]، فأمرهم بذكره في القعود كما أمرهم إذا كانوا ركعا وسجودا، وفرض الصلاة الأول فإنما كان ركعتين بما كان فيهما من القيام والركوع والسجود، فأقر فرضهما كله على ما كان