فصل: آداب الدعاء
  عند وجوبها؛ لأنَّ قوله: أو جلس في أرضه ليس للتخيير مطلقًا، إنَّما (ذلك)(١) عند عدم الوجوب(٢).
  ومنها: أن لا يتحجَّر في دعائه لما رواه أحمد والبخاري وغيرهما من حديث أبي هريرة قال: قام رسول الله ÷ للصلاة وقمنا معه؛ فقال الأعرابي(٣) وهو في الصلاة: اللهم ارحمني وارحم محمدًا ولا ترحم معنا أحدا؛ فلما سلَّم النبي ÷ قال للأعرابي: «لَقَدْ تَحَجَّرْتَ وَاسِعًا» يريد رحمة الله(٤).
  ومنها: أن يسأل الله جميع حاجاته، رواه الترمذي(٥)؛ لأنَّه من الإلحاح على الله والإيساع في الدعاء(٦)، وقد ورد بها الأثر(٧).
  ومنها: تأمين الداعي والمستمع، رواه الشيخان.
  ومنها: أن يمسح وجهه بيده بعده، رواه التُّرمذي، وابن ماجة، وأبو داود، وابن حبَّان، والحاكم(٨) وقد أشرنا إليه في الأصل.
(١) ما بين القوسين ساقط من (ج).
(٢) لأن الأقرب للمذهب الزيدي أن الهجرة تجب عن دار الكفر، ودار الفسق إلى خلي عما هاجر لأجله، أو ما فيه دونه، بنفسه وأهله إلا لمصلحة أو عذر. ينظر: أحمد بن يحيى بن المرتضى، البحر الزخَّار: (٦/ ٤٦٩).
(٣) حرقوص بن زهير بن السعدي، الملقب بذي الخويصرة: من بني تميم. شهد صفين مع عليّ. وبعد الحكمين، صار من أشد الخوارج على علي، فقتل فيمن قتل بالنهروان، سنة (٣٧ هـ). ينظر: ابن الأثير، أسد الغابة: (١/ ٧١٤ رقم ١١٢٧)، والزركلي، الأعلام: (٢/ ١٧٣).
(٤) أخرجه أحمد، أبوعبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني (المتوفى: ٢٤١ هـ) في مسنده، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وعادل مرشد وآخرين، مؤسسة الرسالة، - ط ١ (١٤٢١ هـ/ ٢٠٠١ م): (١٢/ ١٩٧/٧٢٥٥)، والبخاري في صحيحه (٥/ ٢٢٣٨ رقم ٦٥٤٤)، وأبو داود في سننه (٢/ ١٦٠ رقم ٨٨٢).
(٥) عن أنس قال: قال رسول الله ÷ «لِيَسْأَلْ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ حَاجَتَهُ كُلَّهَا حَتَّى يَسْأَلَ شِسْعَ نَعْلِهِ إِذَا انْقَطَعَ» أخرجه الترمذي في سننه: (٥/ ٥٨٣)، المباركفورى، محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم (المتوفى: ١٣٥٣ هـ) في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، تحقيق: عبد الوهاب بن عبد اللطيف، المكتبة السلفية، المدينة المنورة، ط ٢ (١٣٨٣ هـ/ ١٩٦٣ م): (١٠/ ٧٢ رقم ٣٦٨٢) وهو ساقط من نسخة المحقق أحمد شاكر، وقال: «هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ» وأبو يعلى أحمد بن علي التميمي الموصلي (المتوفى: ٣٠٧ هـ)، في مسنده، تحقيق: حسين سليم أسد، دار المأمون للتراث، دمشق - ط ١ (١٤٠٤ - ١٩٨٤ م) (٦/ ١٣٠ رقم ٣٤٣).
(٦) أي التوسع في الدعاء.
(٧) قال البيهقي في شعب الإيمان من آداب الدعاء "الْجِدُّ فِي الطَّلَبِ وَالْإِلْحَاحُ" (٢/ ٣٧٤)، وقال محمد بن صالح في فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام، تحقيق وتعليق: صبحي بن محمد رمضان، مكتبة الإسلامية للنشر والتوزيع، ط ١ (١٤٢٧ هـ/ ٢٠٠٦ م) الإلحاح في الدعاء، والله ø يحب الملحين في الدعاء (٢/ ٥٧٥).
(٨) وكان رسول الله ÷ " إذا رفع يديه في الدعاء لم يحطها حتى يمسح بهما وجهه"، أخرجه =