قوله: الباب التاسع في الأذكار عقيب الصلاة
  عن أعظم آية في كتاب الله تعالى؟ فقال: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}(١)، فَضَرَبَ النبي ÷ فِي صَدْره، وَقَالَ: «وَاللهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ(٢)»؛ فيتأكَّد قراءتها بعد كل مكتوبة(٣).
  وفي الجامع الكبير للسيوطي في مسند أمير المؤمنين # قال: قال رسول الله ÷: «إِنَّ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وآيةَ الْكُرْسِي والآيَتَيْن مِنْ آلِ عِمْرَانَ {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}(٤)، {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} إلى {وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}(٥) مُعَلَّقَاتٌ(٦) بِالْعَرْشِ مَا بَيْنَهُمْ وَبَين الله ø حِجَابٌ (لما أراد الله أن ينزلهن تعلقن بالعرش)(٧) يَقُلْنَ يَا رَبِّ تُهْبِطُنَا إِلَى أَرْضِكَ وَإِلَى مَنْ يَعْصِيكَ قَالَ اللَّهُ ø بِي حَلَفْتُ، لَا يَقْرَأْكُنَّ أَحَدٌ مِنْ عِبَادِي دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ إِلا جَعَلْتُ الْجَنَّةَ ثَوَابَهُ عَلَى مَا كَانَ فِيهِ وَإِلا أَسْكَنْتُهُ حَظِيرَةَ الْقُدُس وَإِلا نَظَرْتُ إِلَيْهِ بِعَيْنٍ مَكْنُونَةٍ كُلَّ يَوْمٍ سبعين نَظرَةً، وإِلَّا قَضَيْتُ لَهُ كُلَّ يَوْم سَبْعِين حَاجةً، أَدناها الْمَغْفِرَةُ، وإِلَّا أعَذْتُهُ مِنْ كُل عَدُوِّ، وَنَصرْتُهُ مِنْهُ". أخرجه ابن حبَّان في الضعفاء، وابن السني في عمل كل يومٍ وليلة، وأبو منصور السحابي(٨) وأورده ابن الجوزي في الموضوعات، وقال: تفرد به الحارث بن عمير(٩)، كان يروي الموضوعات عن الأثبات(١٠)، وسُئِلَ أبو الفضل العراقي(١١) عن هذا
= الأثير، أسد الغابة: (١/ ١٦٨ رقم ٣٤).
(١) سورة البقرة: ٢٥٥.
(٢) أبو المنذر الجهني، له صحبة. ينظر: ابن حجر، الإصابة: (٧/ ٣١٩ رقم ١٠٥٨١).
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه: (١/ ٥٦٦ رقم ٢٥٨ - (٨١٠)، وأبو داود في سننه: (٢/ ٥٨٩ رقم ١٤٦٠) بلفظ: "لِيَهْنِ لك أبا المنذرِ العلمُ"، والبغوي في شرح السنة: (٤/ ٤٥٩ رقم ١١٩٥) وقال "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ".
(٤) سورة آل عمران: ١٨.
(٥) سورة آل عمران: ٢٦ - ٢٧.
(٦) في هامش (ج) مشفعات.
(٧) زيادة من نسخة (ج).
(٨) ذكره المتقي الهندي في كنز العمال: (٢/ ٦٨٠ رقم ٥٠٥٦)، وعزاه إلى أبي منصور السحابي.
(٩) الحارث بن عمير البصري أبو عمير نزيل مكة، وثقه بن معين، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتم والنَّسَائي. ينظر: المزي، تهذيب الكمال: (٥/ ٢٦٩ رقم ١٠٣٦)، وابن أبي حاتم، الجرح والتعديل: (٣/ ٨٣ رقم ٣٨٣).
(١٠) ذكره السيوطي في جمع الجوامع: (٢/ ٥٦١ رقم ٢٢١٣/ ٦٧٠٢)، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة: (١/ ١١* - ١ رقم ١٢٥)، وابن الجوزي في الموضوعات: (١/ ٢٤٥)، وابن همام في كنز العمال: (٢/ ٦٨٠ رقم ٥٠٥٦)، وابن حبَّان في المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين: (١١٩).
(١١) أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي، ولد سنة (٧٢٥ هـ) محدث حافظ عصره، مصنف ناظم توفي سنة (٨٠٦ هـ) وله تخاريج أحاديث الإحياء. ينظر: السخاوي، الضوء اللامع: (٤/ ١٧١)، وزبارة، البدر الطالع: (١/ ٣٥٤).