قوله: الباب التاسع في الأذكار عقيب الصلاة
  الكلمات كما يعلِّم المعلِّم الغلمان الكتابة» ويقول: كان رسول الله ÷ يتعوذ بهنَّ دُبُرَ كل صلاة: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ (مِنْ)(١) أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ» أخرجه البخاري، والترمذي، والنسائي(٢)، وسيأتي حديث عمر، وهذا في الأصل قبل الخاتمة في دفع عذاب القبر إن شاء الله تعالى.
  وعن البراء بن عازب(٣) قال: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللهِ ÷ أَحْبَبْنَا أَنْ نَكُونَ عَنْ يَمِينِهِ، يُقْبِلُ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «رَبِّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ». رواه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجة، وأبو عوانة في مسنده الصحيح(٤)، وهذان الحديثان محلُّهما هنا، وفي دفع عذاب القبر، وعند الاستيقاظ، ويؤخذ من قول الراوي" أَنْ نَكُونَ عَنْ يَمِينِهِ" أن النبي ÷ كان يلتفت بعد الصلاة إلى جهة الشرق، وقد روي أنه كان لا يقتصر على حالة، والله أعلم.
  وعن عطاء بن أبي مروان(٥)، عن أبيه(٦): أَنَّ كَعْبًا(٧) حَلَفَ لَهُ بِاللَّهِ الَّذِي فَلَقَ
(١) ما بين القوسين ساقط من (أ، ب).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه: (٢/ ١٠٣٨ رقم ٢٦٦٧)، والترمذي في سننه: (٥/ ٥٦٢ رقم ٣٥٦٧)، والنسائي في المجتبى: (٨/ ٢٥٦ رقم ٥٤٤٥)، وفي سننه الكبرى (٦/ ٣٩ رقم ٩٩٥٩، ٩٩٦٠). واللفظ للبخاري.
(٣) البراء بن عازب بن الحارث الأنصاري صحابي، استصغر يوم بدر، وشهد أحدًا، وما بعدها، شهد مع على أمير المؤمنين الجمل، وصفين والنهروان توفي سنة (٧١ هـ)، وقيل: (٧٢ هـ). ينظر: ابن الأثير، أسد الغابة: (١، /٣٦٢ رقم ٣٨٩).
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه: (١/ ٤٩٢ رقم ٦٢ - (٧٠٩)، وأبو داود في سننه: (٧/ ٣٨٧ رقم ٥٠٤٥)، والنسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٢٧٧ رقم ١٠٥٢٠)، وابن ماجة في سننه: (٢/ ١٢٧٦ رقم ٣٨٧٧)، وأبو عوانة في مسنده (١/ ٥٥٩ رقم ٢٠٩٠)، وأبو يعلى في مسنده: (٣/ ٢٦١ رقم ١٧١١). واللفظ لمسلم وابو عوانة.
(٥) عطاء بن أَبي مروان الأَسلميّ، أبو مصعب المدني نزيل الكوفة، وثقه أحمد بْن حنبل، والنسائي وابن معين، وذكره ابن حبَّان في الثقات، وقال أبو داود معروف. ينظر: المزي، تهذيب الكمال: (٢٠/ ١٠٣ رقم ٣٩٣٩).
(٦) أَبُو مروان الأَسلميّ، والد عطاء بْن أَبي مروان، مختلف فِي صحبته. قِيلَ: اسمه سعد، وقيل: مغيث بْن عمْرو، وقيل غير ذَلِكَ. قال العجلي: مدني، تابعي، ثقة. وذكره ابنُ حبَّان فِي كتاب "الثقات". ينظر: المزي، تهذيب الكمال: (٣٤/ ٢٧٧ رقم ٧٦١٧).
(٧) كعب بن ماتع الحميري، أبو إسحاق المعروف بكعب الأحبار، أدرك عهد النبي ÷، ولم يره، وكان يهوديًا وأسلم في أيام عمر بن الخطاب، كان يحدث عن الكتب الإسرائيلية مات في سنة ٣٤ هـ وقيل سنة ٣٢ هـ. ينظر: الذهبي، سير أعلام النبلاء: (٣/ ٤٨٩)، و المزي، تهذيب الكمال: =