الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

قوله: الباب التاسع في الأذكار عقيب الصلاة

صفحة 179 - الجزء 1

  وأمثال ذلك، فإن أمكن⁣(⁣١) المحافظة عليه فهو نصيبٌ عظيمٌ، وإن لم فينبغي حفظه والمداولة بينه حتى يستوفي جميع الأنواع منه، فما تُرِك في يومٍ أُتي به في آخر، وقد ذكره الزين العراقي.

  وقال البغوي: إن مثل ذلك صدر من النبي ÷ على جهة التخيير؛ فيأتي المصلِّي مثلًا بما أحبَّ، ويترك ما أحب، وقد وافق السُّنة، والأول أتمَّ، والله أعلم⁣(⁣٢).

  حديث أمير المؤمنين # الموقوف⁣(⁣٣): مرويٌّ عن البعض من طريق الأمالي لأحمد بن عيسى # إلَّا أن الأمالي جعله دعاءً واحدًا متصلًّا، وفي المجموع مفرَّقًا؛ فقوله: «اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى» إلى قوله: «فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ»⁣(⁣٤) هذا بعد ركعتي الفجر وما بعد الفريضة، ويحمل ما في الأمالي على ما في المجموع وترجمته تؤيد⁣(⁣٥)، ويؤخذ من حديث ابن عباس الطويل كما سيأتي - إن شاء الله تعالى - أن رسول الله ÷ كان يدعو بجميع الدعاء بعد ركعتي الفجر؛ فإن منه قوله: «فَتَمَّتْ صَلاَتهُ ثَلاَثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ اضْطَجَعَ فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ، وَكَانَ إِذَا نَامَ نَفَخَ، فَأتاه بِلاَلٌ⁣(⁣٦) فَآذَنَهُ بِالصَّلاَةِ، فَقَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ، وَكَانَ يقول فِي دُعَائِهِ: «اللهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا ...» إلى آخر الدعاء العلوي⁣(⁣٧).


(١) في (ب، ج) ونحو ذلك إن أمكن.

(٢) البغو ي، محيي السنة، أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء الشافعي (المتوفى: ٥١٦ هـ): مصابيح السنة، تحقيق: الدكتور يوسف عبد الرحمن، محمد سليم سمارة، جمال الذهبي، دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان، ط ١ (١٤٠٧ هـ/ ١٩٨٧ م): (١/ ٤٢٣ رقم ٨٥٢)، النووي، أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف (المتوفى: ٦٧٦ هـ): خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإسلام، تحقيق حسين إسماعيل الجمل، مؤسسة الرسالة - لبنان - بيروت ط ١ (١٤١٨ هـ/ ١٩٩٧ م): (١/ ٦١١ رقم ٢٠٩٨) وغيرهم. وتمامه. وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ يَسَارِي نُورًا، وَفَوْقِي نُورًا، وَتَحْتِي نُورًا، وَأَمَامِي نُورًا، وَخَلْفِي نُورًا، وَأَعْظِمْ لِي نُورًا".

(٣) عن علي # موقوفًا، أنه كان يقول إذا انفجر الفجر؛ قال: «الحمد لله فالق الإصباح، سبحان الله ربّ الصباح وفالق الإصباح، اللهمَّ اغفر لي وارحمني وأنت أرحم الراحمين». ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ١٩)، وعزاه إلى الإمام زيد بن علي في المجموع الفقهي والحديثي.

(٤) المجموع الفقهي والحديثي ص ٥٦، العلوم ١/ ٢١٦.

(٥) في (أ، ب) وترجمته تؤيده.

(٦) في (أ، ب) فأتى بلال وفي (د) إذا بلال.

(٧) أخرجه ابن حبَّان في صحيحه: ٧/ ٢٠ رقم ٦٠٤٩).