قوله: الباب التاسع في الأذكار عقيب الصلاة
  وفي محلًّ آخر: ثم أُوتر بثلاثٍ، فأذن المؤذِّن فخرج إلى الصلاة وهو يقول: «الَّلهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا ..» إلى آخر الدعاء العلوي؛ ففي هذا دلالتان: الأُولى: رفع الحديث وعدم وقفه كما يفهم من المجموع والأمالي. والثانية: أن محلَّه قبل الفريضة بعد ركعتي الفجر؛ لأن خروجه ÷ من بيته قائلًا به يدلُّ على ذلك؛ لما صحَّ أنه كان يأتي بركعتي الفجر في بيته ويؤذِّن بالخروج للصلاة عند الإقامة للصلاة فيخرج لها ولم يقعد ولا يركع، والله أعلم.
  والظاهر أنه كان ÷ يكرِّره في مواضع فسيأتي في باب الاستيقاظ أنه قال ذلك الدعاء عند قيامه للتهجد، كما يأتي في بابه - إن شاء الله تعالى -.
  في السفينة: ولا بأس بالإتيان به في الموضعين إذا أراد المصلِّي تكراره، والله أعلم.
  وأخرج الجماعة أكثر تلك الألفاظ من قوله: «اللهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا ...» إلخ، مع نقص يسير من طريق ابن عبَّاس في مبيته عند خالته ميمونة(١)، فرواه من دعاء النبي ÷ في تهجده في الليل بعد أن صلَّى الوتر أو ركعتي الفجر، وسيأتي الحديث - إن شاء الله تعالى - بطوله في التهجد(٢).
  حديث أنس(٣): لم أجده.
(١) ميمونة بنت الحارث الهلالية، زوج النَّبِيّ ÷. ينظر: ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب: (٤/ ١٩١٤ رقم ٤٠٩٩).
(٢) أخرجه أحمد في مسنده: (٥/ ٢٧٠ رقم ٣١٩٤)، والبخاري في صحيحه: (٥/ ٢٣٢٧ رقم ٥٩٥٧)، ومسلم في صحيحه: (١/ ٥٢٥ رقم ١٨١ - (٧٦٣)، وابن ماجة في سننه: (٢/ ١٢٥٩ رقم ٣٨٣٠). والترمذي في سننه: (٥/ ٤٨٢ رقم ٣٤١٩)، وأبو داود في سننه: (٢/ ٥٠٩ رقم ١٣٥٣)، والنسائي في المجتبى: (٢/ ٢١٨ رقم ١١٢١).
(٣) عن أنس مرفوعا: «إِنَّ قُبَيْصَةَ بْنَ الْمُخَارِقِ، قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ ÷، فَقَالَ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، أَفِدْنِي فَإِنِّي شَيْخٌ سَيِّئٌ، يَعْنِي الْحِفْظَ أَوِ الْفَهْمَ، وَلَا تُكْثِرْ عَلَيَّ، قَالَ: " أَلَا أُعَلِّمُكَ دُعَاءً تَدْعُو بِهِ كُلَّمَا صَلَّيْتَ الْغَدَاةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَيْدَفَعَ اللَّهُ عَنْكَ أَرْبَعَةَ أَنْوَاعٍ مِنَ الْبَلَاءِ: الْبَرَصَ، وَالْجُذَامَ، وَالْفَالِجَ، وَالْعَمَى. وَيَفْتَحُ اللَّهُ لَكَ ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ تَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شِئْتَ تَقُولُ: اللَّهُمَّ اهْدِنِي مِنْ عِنْدِكَ، وَأَفِضْ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ وَأَسْبِغْ عَلَيَّ رَحْمَتَكَ، وَأَنْزِلْ عَلَيَّ بَرَكَاتِكَ، فَيَدْفَعُ اللَّهُ عَنْكَ الْبَرَصَ، وَالْجُذَامَ، وَالْفَالِجَ، وَالْعَمَى فِي الدُّنْيَا ". ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ٤٥)، وعزاه إلى المرشد بالله في الأمالي الخميسية: (١/ ٣١٣ رقم ١٠٩١).