الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

فصل: في صلاة الحاجة

صفحة 186 - الجزء 1

  يستغني عنها في شيءٍ وإن قَلَّ؛ فقد روي عنه ÷: «مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ كَثْرَةُ اسْتِخَارَةِ اللهِ⁣(⁣١)، وَمِنْ شَقَاوَتِهِ تَرْكُهُ اسْتِخَارَةِ اللهِ» رواه الترمذي، والحاكم، وهو من رواية العلوم من طريق جابر⁣(⁣٢).

  وفيه عن أمير المؤمنين #: «يقول الله تعالى: يَسْتَخِيرُنِيْ عَبْدِي فَأَخْتَارُ له فَيَغْضَبُ»⁣(⁣٣).

  وفيه عنه # قال: «ما أبالي إذا استخرت الله - عزَّ جلَّ - على أيِّ جنبٍ وقعت»⁣(⁣٤).

  وعن أبي بكر: أن النبي ÷ كان إذا أراد الأمور قال: «اللَّهُمَّ خِرْ لِي وَاخْتَرْ لِي» أخرجه الترمذي بسند ضعيف⁣(⁣٥).

  ويحمل هذا على الاستخارة عند ضيق الوقت في الأمر؛ فقد يعرض الأمر في وقت ولا يمكن فيه صلاةٌ ولا سعةٌ للصفة المشروعة، والله تعالى قريبٌ مجيب؛ فيستجيب بالدعاء عند الحادثة، والله أعلم.

  وفي حديث أنس قال: قال رسول الله ÷: «إِذَا هَمَمْتَ بِأَمْرٍ فَاسْتَخِرْ رَبَّكَ فِيهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ انْظُرْ إِلَى الَّذِي يَسْبِقُ إِلَى قَلْبِكَ، فَإِنَّ الْخَيْرَ فِيهِ» أخرجه ابن السني، وفي إسناده من لا يعرف، ذكره النووي⁣(⁣٦).

فصل: في صلاة الحاجة

  منها الزواج، فرُوي في خصوصيته حديثٌ روى ابن السني⁣(⁣٧)، وفي بعض نسخ


(١) في (ج) كثرة الإستخارة لله.

(٢) أخرجه الحاكم في مستدركه: (١/ ٦٩٩ رقم ١٩٠٣) وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، والترمذي في سننه: (٤/ ٤٥٥ رقم ٢١٥١) وقال: "هذا حديث غريب". وبألفاظ مقاربة.

(٣) ذكره الإمام أحمد بن عيسى بن زيد، في العلوم (٤/ ٣٤٥)، والإمام الهادي في الأحكام في الحلال والحرام (٢/ ٤٥٨).

(٤) ذكره المرادي في كتاب العلوم: (٤/ ٣٥٤)، والإمام الهادي في الأحكام في الحلال والحرام (٢/ ٤٥٨).

(٥) أخرجه الترمذي في سننه: (٥/ ٥٣٥ رقم ٣٥١٦)

(٦) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة: (١/ ٥٥٠ رقم ٥٩٨). والنووي في الأذكار: (١/ ١٢٠ رقم ٣٤٣).

(٧) الحَدِيث أخرجه ابْن السني في عمل اليوم والليلة: (١/ ٥٤٧ رقم ٥٩٦)، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، ¥ قَالَ [ص: ٥٤٨]: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ÷ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ، يَقُولُ: " إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ لْيَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ =