فصل: في الرؤيا
  قص أهل السجن الرؤيا فشرعوا في الإنكار؛ فقال {قُضِيَ الْأَمْرُ}(١)؛ فوقوعها بأول تعبير ظاهر، وكقصة المرأة وتعبير أبي بكر لها وإقرار النبي ÷ مع تضاد التعبيرين والقصة واحدة، وربما يكون للزمن وحال الشخص دخل في تغير الحال وتخلف الاحتمال، والله أعلم.
  وقد ورد: «يتفل ويبصق»، وهي ألفاظ متقاربة، قيل: ويصح بالسين. قال في الشرح: والظاهر أن المراد النفث وهو نفخ لطيف لا ريق معه، يعني أما البصاق والبزاق فهو خروج الريق وليس بمراد هنا، والله أعلم(٢).
  أو يقال: قد وردت جميعها؛ فيكون المكلف مخيرًّا بأيها أخذ فقد أصاب السنة، وحَملَ البعض على البعض مجاز، إذا له وجه فلا بأس به.
  وينبغي لمن قص عليه رؤيا أن يقول للقاص: خيرا رأيت، وخيرا يكون، وفي رواية: «خَيْرٌ تَلَقَّاهُ، وَشَرٌّ تَوَقَّاهُ، وَخَيْرٌ لَنَا، وَشَرٌّ لِأَعْدَائِنَا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ»، ذكره النووي |، وأخرجه ابن السني(٣)؛ فيكون مقررا لما ذكرناه في الأصل(٤) رواية عن كتاب البركة للوصابي، والله أعلم.
(١) سورة مريم: ٣٩.
(٢) ذكره النووي، المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، دار إحياء التراث العربي، بيروت ط ٢ (١٣٩٢ هـ): (١٤/ ١٨٢).
(٣) ذكره السني في عمل اليوم والليلة: (١/ ٦٩٤)، والنووي في الأذكار: (١/ ٦٨٤).
(٤) قال في كتاب (البركة) للعلامة الوصابي يقول: "من قُصت عليه رؤيا، يقول خيرًا رأيت وخيرًا يكون وخيرًا تلقاه وشرًا توقاه وخيرًا لنا وشرًا لأعدائنا والحمد لله رب العالمين" السفينة المنجية.