قوله: الباب السادس عشر في أذكار الصباح والمساء
  والنسائي، وابن ماجة، وابن حبَّان، وابن أبي شيبة، والحاكم وقال: صحيح الإسناد(١).
  وعن طلق بن حبيب(٢) قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، قَدِ احْتَرَقَ بَيْتُكَ. قَالَ: مَا احْتَرَقَ، لَمْ يَكُنْ الله لِيَفْعَلَ ذَلِكَ؛ لِكَلِمَاتٍ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ÷، مَنْ قَالَهُنّ أَوَّلَ نَهَارِهِ لَمْ تُصِبْهُ مُصِيبَةٌ حَتَّى يُمْسِيَ، وَمَنْ قَالَهَا آخِرَ النَّهَارِ لَمْ تُصِبْهُ مُصِيبَةٌ حَتَّى يُصْبِحَ: «اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، [لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ](٣)، عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَأَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، مَا شَاءَ اللهُ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا، إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» رواه ابن السني هكذا، ورواه من طريق أخرى عن رجل من أصحاب النبي ÷ لم يقل عن أبي الدرداء، ولكن يحمل المبهم على المعين، وأن القصة واحدة، وفيه أنه تكرر مجيء الرجل إليه يقول: أدرك دارك فقد احترقت، وهو يقول: ما احترقت؛ لأني سمعت رسول الله ÷ يقول: «مَنْ قال هذه الكلمات حين يصبح - وذكرها - لَمْ يُصِبْهُ فِي نَفْسِهِ وَلَا أَهْلِهِ وَلَا مَالِهِ شَيْءٌ يَكْرَهُ، وَقَدْ قُلْتُهَا الْيَوْمَ. ثُمَّ قَالَ: انْهَضُوا بِنَا. حتى انْتَهَوْا إِلَى دَارِهِ، وَقَدِ احْتَرَقَ مَا حَوْلَهَا، وَلَمْ يُصِبْهَا شَيْءٌ "(٤).
  وعن معقل بن يسار قال: قال رسول الله ÷ «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ العَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، وَقَرَأَ ثَلَاثَ آيَاتٍ
(١) أخرجه أبو داود في سننه (٧/ ٤٠٩ رقم ٥٠٧٤)، والنسائي في سننه الكبرى (٩/ ٢١٠ رقم ١٠٣٢٥)، وابن ماجة في سننه (٢/ ١٢٧٣ رقم ٣٨٧١) وابن حبَّان في صحيحه (٣/ ٢٤١ رقم ٩٦١)، وابن أبي شيبة في مصنفه (٦/ ٣٥ رقم ٢٩٢٧٨)، والحاكم في مستدركه (١/ ٦٩٨ رقم ١٩٠٢) وقال: «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ».
(٢) طلق بن حبيب العنزي، محدث عابد، قال ابن سعد كان مرجئا ثقة، وقال العجلي: مكي تابعي ثقة، وقال أبو حاتم: صدوق في الحديث، وقال أبو زرعة: كوفي سمع من ابن عباس، وهو ثقة، طلبه الحجاج هو وجماعة من القراء، فدخلوا الكعبة فأخذوا منها فقتلهم الحجاج. ينظر: ابن سعد، الطبقات الكبرى: (٧/ ١٦٩ رقم ٣١٣٦)، والعجلي، تاريخ الثقات: (١/ ٢٣٧ رقم ٧٢٩)، والمزي، تهذيب الكمال: (١٣/ ٤٥١ رقم ٢٩٨٨).
(٣) ما بين المعقوفتين من عمل اليوم والليلة.
(٤) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة: (١/ ٥٤، ٥٥ رقم ٥٨، ٥٧).