الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

قوله: الباب السادس عشر في أذكار الصباح والمساء

صفحة 229 - الجزء 1

  مِنْ آخِرِ سُورَةِ الحَشْرِ⁣(⁣١) وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ مَاتَ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ مَاتَ شَهِيدًا، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي فله ذلك». أخرجه الترمذي، والدارمي، وابن السني⁣(⁣٢). قال النووي: بإسناد فيه ضعف⁣(⁣٣)، ولم يذكره الدارمي. قيل: وإذا فرض أن إسناد الدارمي فيه ضعف فهو يعمل بالحديث الضعيف في الفضائل، لا سيما إذا تعددت طرق الخبر (انجبر)⁣(⁣٤) ضعفه.

  وقد اعترض عبد القادر بن أحمد الكوكباني هذه القاعدة، وجعل أن تظافر الضعاف وتواليها لا تفيد ما قيل، وأن ذلك من قبيل إضافة⁣(⁣٥) نتن إلى نتن لا يزداد إلا نتنا، والظاهر من حال الجمهور من المحدثين مع تعدد الشواهد ما قيل أولا، والله أعلم.

  وعن شداد بن أوس عن رسول الله ÷ قال: «سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدُكَ ...» إلى آخر حديث أبي أمامة في الأصل⁣(⁣٦).

  وعن أبي مالك الأشعري: أن رسول الله ÷ قال: «إذا أصبحَ أحدُكُم فليقُلْ: أصبحنا وأصبَح المُلكُ لله ربِّ العالمين، اللَّهُمَّ إني أسألك خيرَ هذا اليومِ فتحَهُ ونصرَهُ ونورَهُ وبركتَهُ وهُدَاه، وأعوذ بك من شرِّ ما فيه وشرِّ ما بعدَهُ، ثم إذا أمسى فليقُل مثلَ ذلك" رواه أبو داود⁣(⁣٧).

  وعن عبد الرحمن بن أبي بكرة⁣(⁣٨) قال لأبيه: يا أبت إني أسمعك تدعو في كل غداة:


(١) والآيات هي: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ٢٢ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ٢٣ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ٢٤}⁣[الحشر].

(٢) أخرجه الترمذي في سننه: (٥/ ١٨٢ رقم ٢٩٢٢) والدارمي في سننه: (٤/ ٢١٥٤ رقم ٣٤٦٨) بلفظ مقارب، وابن السني في عمل اليوم والليلة: (١/ ٧٣ رقم ٨٠).

(٣) أخرجه النووي في الأذكار: (١/ ١٦٦ رقم ٤٥٣)

(٤) ما بين القوسين ساقط من (أ، ب). وفي الأصل (إذا تعددت طرق الخبر ضعفه) والصواب ما أثبتناه.

(٥) في (ب) وأن ذلك من باب إضافة.

(٦) أخرجه البخاري في صحيحه: (٥/ ٢٣٢٣ رقم ٥٩٤٧)

(٧) أخرجه أبو داود في سننه: (٧/ ٤١٧ رقم ٥٠٨٤).

(٨) عبد الرحمن بن أبي بكرة، قال العجلي وابن سعد: ثقة، وذكره ابن حبَّان في الثقات، توفي سنة (٩٦ هـ). =