فصل في شيء مما يقال في مطلق الليل والنهار
  وأما ما يقال في الليل فقط فعن جابر، عن النبي ÷ أنه قال: «إِذَا كان جُنْحُ اللَّيْلِ، فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنَ العِشَاءِ فَخَلُّوهُمْ، وَأَغْلِقْ بَابَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ، [وَأَطْفِئْ مِصْبَاحَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ]، وَأَوْكِ سِقَاءَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ، وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ، وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ شَيْئًا" أخرجه أحمد والستة والسيوطي، وزادوا: «وأطفئوا مصابيحكم»(١) التخمير: التغطية.
  وعن أبي هريرة مرفوعًا: «مَنْ قَرَأَ حم الدُّخَانَ فِي لَيْلَةٍ أَصْبَحَ يَسْتَغْفِرُ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ» أخرجه الترمذي، قال: أحد رواته ضعيف(٢).
  وعن الحسن مرسلًا: «من قرأ سورة الدخان في ليلة غفر له ما تقدم من ذنبه»(٣).
  وعن ابن مسعود، عن النبي ÷: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْوَاقِعَةِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ لَمْ تُصِبْهُ فَاقَةٌ أَبَدًا». أخرجه البيهقي في الشعب(٤).
  وذكره رزين(٥) بزيادة: «وفي المسبحات آية كألف آية»(٦). انتهى.
  نكتة: ذكر الترمذي، والحاكم أن من رأى ليلة القدر قال: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي»(٧).
  ورُوي أن الرجل يؤتى في قبره من جهة رجليه فتقول: ليس لكم سبيل، كان يقرأ بي سورة الملك، (ثم يؤتى من صدره ومن بطنه ومن رأسه كل يقول ذلك؛ فهي تمنع
(١) أخرجه أحمد في مسنده: (٢٣/ ٣٤٤ رقم ١٥١٤٥)، والبخاري في صحيحه: (٣/ ١١٩٥ رقم ٣١٠٦) ومسلم في صحيحه: (٣/ ١٥٩٥ رقم ٩٧ - (٢٠١٢)، وابن ماجة في سننه: (٢/ ١١٢٩ رقم ٣٤١٠)، وأبو داود في سننه (٤/ ٢٤٦)، والترمذي في سننه: (٤/ ٢٦٣ رقم ١٨١٣)، والنسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٢٧٤ رقم ١٠٥١٤)، والسيوطي في جمع الجوامع: (١/ ٤٩٦ رقم ١٥٥٩/ ٢٤٧٤) واللفظ للبخاري، وما بين المعقوفتين من صحيح البخاري.
(٢) أخرجه الترمذي في سننه: (٥/ ١٦٣ رقم ٢٨٨٨) وقال: "هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الوَجْهِ"
(٣) ابن الضريس محمد بن أيوب بن يحيى الرازي المتوفي سنة ٢٩٤ هـ فضائل القرآن دار الفكر، دمشق سوريا ١٠٢ رقم ٢٢ عن الحسن مرسلًا.
(٤) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان: (٤/ ١١٩ رقم ٢٢٦٩).
(٥) رزين بن معاوية بن عمار، أبو الحسن العبدري، الأندلسي، صاحب كتاب التجريد للصحاح الستة، عالم، مؤرخ، ومحدث، توفي سنة (٥٣٥ هـ). ينظر: ابن العماد، شذرات الذهب: (٤/ ١٠٥)، والذهبي، تاريخ الإسلام: (١١/ ٦٣٠ رقم ٢٣٦).
(٦) ينظر: جامع الأصول من أحاديث الرسول: (٨/ ٦٢٥٧ رقم ٦٢٥٧).
(٧) أخرجه الترمذي في سننه: (٥/ ٥٣٤ رقم ٣٥١٣)، وقال: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ"، والحاكم في مستدركه: (١/ ٧١٢ رقم ١٩٤٢)، وقال: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ".