الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

[مراتب الصحيح]

صفحة 263 - الجزء 1

  جابر. فحكم الدمياطي وغيره بصحته⁣(⁣١)؛ لإخراج البخاري لابن أبي المول⁣(⁣٢)، ومسلم لسويد بن سعيد⁣(⁣٣) رواية ابن المبارك⁣(⁣٤)، قال: فصح الحديث؛ فيكون هذا وجهًا زايدًا على ما ذكر هنا⁣(⁣٥)؛ لأن ما ذكره ابن بهران يقضي بأن من اختُلِفَ فيه فحديثه حَسَنٌ لا صحيح، إلَّا أنه ربَّما يدخل في الوجه السابع مما ذكره ابن الوزير مع بعد؛ لأنه عنده ما حكم بصحته لذاته، وهذا إنَّما هو لأجل إخراج أحد الشيخين⁣(⁣٦) للراوي غير ذلك الحديث، اللهم إلا أن يقال: هذا وأمثاله مما هو على شرط الشيخين؛ فيكون من أحد الأقسام فلا بأس مع خفاء، وقد طول محمد بن إبراهيم وغيره في تبيين شرطهما بما لا ظهور فيه ولا سلامة من الاستدراك والاستثناء⁣(⁣٧)، ضابطه التظنن، ذكره في التنقيح، وصرَّح به ابن الصلاح، والله أعلم.

  هذه تتمة لما ذكرناه من مصطلح الحديث فيها زيادة بيان: أما المتواتر: فهو ما أفاد العلم⁣(⁣٨) بنقل عددٍ عن عددٍ يستند إعلامهم إلى الحس⁣(⁣٩)، ومقابله الآحادي، وهو إمَّا مشهورٌ ويسمَّى المستفيض: وهو ما زاد روايته على اثنين.


= ابن حبَّان الثقات: (٧/ ٧ رقم ٨٧٦٧)، والخطيب، تاريخ بغداد: (١٠/ ١٥٢ رقم ٥٣٦٠)، المزي، تهذيب الكمال: (١٦/ ٥ رقم ٣٥٢٠).

(١) جمع حديث (ماء زمزم لما شرب له) في جزء وصححه. ينظر: النووي، تدريب الراوي: (١/ ١٤٥).

(٢) عبد الرحمن بن أبي الموال المدني أبو محمد مولى الإمام علي بن أبي طالب # محدث، وثقه النسائي وغيره، توفي سنة ٧٣ هـ احتج به البخاري والأربعة طبقات ابن سعد ٥/ ٤١٥، وتهذيب الكمال ١٧/ ٤٤٦.

(٣) سويد بن سعيد بن سهل الهروي أبو محمد الأنباري، محدث وثقه أحمد، قال أبو القاسم البغوي: كان من الحفاظ، وقال يعقوب بن شيبة: صدوق مضطرب الحفظ ولاسيما بعدما عمي، وقال أبو حاتم كان صدوقًا وكان يدلس ويكثر في ذلك، يعني التدليس، قال البخاري: كان قد عمي فتلقن ما ليس من حديثه، وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون توفي سنة (٢٤٠ هـ). ينظر: المزي، تهذيب الكمال: (١٢/ ٢٤٧ رقم ٢٦٤٣).

(٤) ما بين القوسين ساقط من (ب، ج).

(٥) ينظر: ابن حجر، فتح الباري: (٣/ ٤٩٣).

(٦) في (ج) "إخراج الشيخين ".

(٧) ينظر: ابن الأمير، توضيح الأفكار: (١/ ١٠٠)، وشروط الأئمة الستة للمقدسي: (ص ١٠)، وشروط الأئمة الخمسة للحازمي: (٤٣ - ٤٧)، أبو الحسنات، محمد بن عبد الحي اللكنوتي: ظفر الأماني في مختصر الجرحاني، الهند الجامعة الإسلامية، ط ١ (١٤١٥ هـ/ ١٩٩٥ م).

(٨) في (ب، ج) فهو إفادة العلم.

(٩) أي أن يكونوا مستندين إلى إحدى الحواس الخمس كالإخبار عن البلدان، والأصوات، والمطعومات، والمشمومات. ينظر: لقمان: الكاشف لذوي العقول عن وجوه معاني الكافل بنيل السؤول): (ص ٨٤).