الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

فصل: فإن أراد الحج

صفحة 289 - الجزء 1

  {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ} إلخ السورة مجربة. ذكره [أبو] الحسن القزويني⁣(⁣١) (موقوفًا)⁣(⁣٢).

  قلت: وهي ظاهرة النفع في ذلك، فإن لفظ الأمان موجود فيها، وقصتها كذلك، والكل يقتضي ذلك، والله أعلم.

  قوله: «وإذا أمسى بأرض» إلخ⁣(⁣٣): عن ابن عمر كان النبي ÷ إذا سافر فأقبل الليل قال: «يا أرضُ، ربي وربُّكِ اللهُ» إلخ. أخرجه بلفظه أبو داود، والنسائي، والحاكم، وقال: صحيح الإسناد⁣(⁣٤)، وفي رواية النسائي: (وَأَعُوذ بِاللَّه من أَسد الْأسود)، وقال في السلاح: الْأسود قيل: هُوَ الشَّخْص، وَقيل: الْعَظِيم من الْحَيَّات وَفِيه سَواد، وَيكون تخصيصها بِالذكر لخبثها (وَسَاكن الْبَلَد)، قَالَ الْخطابِيّ: هم الْجِنّ الَّذين هم سكان الأَرْض، والبلد من الأَرْض: مَا كَانَ مأوى الْحَيَوَان، وَإِن لم يكن فِيهِ بِنَاء ومنازل، قَالَ وَيحْتَمل أَن المُرَاد (بالوالد) إِبْلِيس (وَمَا ولد) الشَّيَاطِين⁣(⁣٥). انتهى، ومثله في النهاية⁣(⁣٦).

  قوله: «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق⁣(⁣٧) " هو حديث الأمالي الآتي قريبًا، وقد تقدم من حديث⁣(⁣٨) خولة بنت حكيم السلمية⁣(⁣٩).


(١) القزويني، عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الْبَغْدَادِيّ ولد فِي الْمحرم (سنة ٣٦٠ هـ) كان عارفا بالفقه والقراءات، والحديث، ملازما لبيته، توفي سنة (٤٤٢ هـ) ينظر: الآسنوي، طبقات الشافعية: (٢/ ١٥٦ رقم ٩٣٨).

(٢) ما بين القوسين ساقط من (أ). ينظر: الشوكاني، تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين: (٢٣٤).

(٣) قوله: وإذا أمسى بأرض قال: يا أرض ربّنا وربّك الله تعالى؛ أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك وشر ما يدب عليك، ومن شر أسد وأسود وحية وعقرب، ومن ساكن البلد ووالد وما ولد، ويقول: اللهمَّ أرزقنا حباها وجنبنا وباها، وحببنا إلى أهلها وحبب صالحي أهلها إلينا. ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ٧٦).

(٤) أخرجه أبو داود في سننه: (٤/ ٢٤٥ رقم ٢٦٠٣)، والنسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٢٠٨ رقم ١٠٣٢٢)، والحاكم في مستدركه: (١/ ٦١٥ رقم ١٦٣٧ و ٢/ ١١٠ رقم ٢٤٨٧)، وقال: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ".

(٥) ينظر: الخطابي، معالم السنن: (٢/ ٢٥٩)، وابن همام، سلاح المؤمن في الدعاء والذكر: (٣٨٦ رقم ٧١١).

(٦) ينظر: بن الأثير، النهاية في غريب الحديث والأثر: (١/ ١٥١).

(٧) قالت خولة بنت حكيمٍ: قال رسول الله ÷: «ما من مسلم نزل منزلًا فيقول حين ينزل: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ثلاثًا، إلا أعيذ من شر منزله حتى يظعن عنه). ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ٧٦)، وعزاه إلى أبي طالب في أماليه.

(٨) في (أ، ج) وقد تقدم، وهومن حديث خولة.

(٩) خولة بنت حكيم بن أمية السلمية، امرأة عثمان بن مظعون، يقال: كنيتها أم شريك، ويقال لها خويلة بالتصغير، روت =