فصل: فإن أراد الحج
  {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ} إلخ السورة مجربة. ذكره [أبو] الحسن القزويني(١) (موقوفًا)(٢).
  قلت: وهي ظاهرة النفع في ذلك، فإن لفظ الأمان موجود فيها، وقصتها كذلك، والكل يقتضي ذلك، والله أعلم.
  قوله: «وإذا أمسى بأرض» إلخ(٣): عن ابن عمر كان النبي ÷ إذا سافر فأقبل الليل قال: «يا أرضُ، ربي وربُّكِ اللهُ» إلخ. أخرجه بلفظه أبو داود، والنسائي، والحاكم، وقال: صحيح الإسناد(٤)، وفي رواية النسائي: (وَأَعُوذ بِاللَّه من أَسد الْأسود)، وقال في السلاح: الْأسود قيل: هُوَ الشَّخْص، وَقيل: الْعَظِيم من الْحَيَّات وَفِيه سَواد، وَيكون تخصيصها بِالذكر لخبثها (وَسَاكن الْبَلَد)، قَالَ الْخطابِيّ: هم الْجِنّ الَّذين هم سكان الأَرْض، والبلد من الأَرْض: مَا كَانَ مأوى الْحَيَوَان، وَإِن لم يكن فِيهِ بِنَاء ومنازل، قَالَ وَيحْتَمل أَن المُرَاد (بالوالد) إِبْلِيس (وَمَا ولد) الشَّيَاطِين(٥). انتهى، ومثله في النهاية(٦).
  قوله: «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق(٧) " هو حديث الأمالي الآتي قريبًا، وقد تقدم من حديث(٨) خولة بنت حكيم السلمية(٩).
(١) القزويني، عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الْبَغْدَادِيّ ولد فِي الْمحرم (سنة ٣٦٠ هـ) كان عارفا بالفقه والقراءات، والحديث، ملازما لبيته، توفي سنة (٤٤٢ هـ) ينظر: الآسنوي، طبقات الشافعية: (٢/ ١٥٦ رقم ٩٣٨).
(٢) ما بين القوسين ساقط من (أ). ينظر: الشوكاني، تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين: (٢٣٤).
(٣) قوله: وإذا أمسى بأرض قال: يا أرض ربّنا وربّك الله تعالى؛ أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك وشر ما يدب عليك، ومن شر أسد وأسود وحية وعقرب، ومن ساكن البلد ووالد وما ولد، ويقول: اللهمَّ أرزقنا حباها وجنبنا وباها، وحببنا إلى أهلها وحبب صالحي أهلها إلينا. ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ٧٦).
(٤) أخرجه أبو داود في سننه: (٤/ ٢٤٥ رقم ٢٦٠٣)، والنسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٢٠٨ رقم ١٠٣٢٢)، والحاكم في مستدركه: (١/ ٦١٥ رقم ١٦٣٧ و ٢/ ١١٠ رقم ٢٤٨٧)، وقال: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ".
(٥) ينظر: الخطابي، معالم السنن: (٢/ ٢٥٩)، وابن همام، سلاح المؤمن في الدعاء والذكر: (٣٨٦ رقم ٧١١).
(٦) ينظر: بن الأثير، النهاية في غريب الحديث والأثر: (١/ ١٥١).
(٧) قالت خولة بنت حكيمٍ: قال رسول الله ÷: «ما من مسلم نزل منزلًا فيقول حين ينزل: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ثلاثًا، إلا أعيذ من شر منزله حتى يظعن عنه). ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ٧٦)، وعزاه إلى أبي طالب في أماليه.
(٨) في (أ، ج) وقد تقدم، وهومن حديث خولة.
(٩) خولة بنت حكيم بن أمية السلمية، امرأة عثمان بن مظعون، يقال: كنيتها أم شريك، ويقال لها خويلة بالتصغير، روت =