الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

فصل: فإن أراد الحج

صفحة 291 - الجزء 1

  بلفظه أبو داود، وأحمد، والترمذي وصحَّحه، والنسائي، وابن حبَّان، والحاكم وصحَّحه⁣(⁣١).

  وقوله: «مقرنين» أي مطيقين، وعجب الرب سبحانه بمعنى رضاه ومحبة ما جاء به العبد من العمل.

  وعن حمزة بن عمرو الأسلمي⁣(⁣٢)، قال: قال رسول الله ÷: «عَلَى ظَهْرِ كُلِّ بَعِيرٍ شَيْطَانٌ فَإِذَا رَكِبْتُمُوهَا فَسَمُّوا اللَّهَ [وَلَا تَقْصُرُوا عَنْ حاجاتكم]» رواه ابن حبَّان في صحيحه⁣(⁣٣).

  وعَنْ أَبِي لَاسٍ الْخُزَاعِيِّ⁣(⁣٤) مرفوعًا: «مَا مِنْ بَعِيرٍ إِلَّا فِي ذُرْوَتِهِ شَيْطَانٌ، فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا إِذَا رَكِبْتُمُوهَا كَمَا أمَرَكم، ثُمَّ امْتَهِنُوهَا لِأَنْفُسِكُمْ فَإِنَّمَا يَحْمِلُ اللهُ ø». أخرجه أحمد، والطبراني⁣(⁣٥).

  وعن عقبة بن عامر: أن النبي ÷ قال: «ما من راكب يخلو في سيره بالله وذكره إلا أردفه الله بملك، ولا يخلو بشعر ونحوه إلا أردفه الله بشيطان». أخرجه الطبراني⁣(⁣٦).

  وعن ابن عمر قال: كان رسول الله ÷ إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا، ثم قال: «سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا، وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، [وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ]، اللهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى إلخ» الحديث السابق المشهور عند مسلم وغيره⁣(⁣٧).


= مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: رب إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، ثُمَّ ضَحِكَ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ضَحِكْتَ؟ فَقَالَ: رَأَيْتُ ÷ يفَعَلَ مثل ما فَعَلْتُ ثُمَّ ضحك فقلت يا رسول الله مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تضحك؟ فَقَالَ: إِنَّ رَبَّك ø يعجبه مِنْ عَبْدِهِ إِذَا قَالَ: اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، إنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلا أنت، فيقول الله تعالى علم أَنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرِي. وهو مرفوع كما ترى من قول أمير المؤمنين # رأيت النبي ÷. ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ٧٧).

(١) أخرجه أبو داود في سننه: (٤/ ٢٤٤ رقم ٧٩)، وأحمد في مسنده: (٢/ ٢٤٨ رقم ٩٣٠)، والترمذي في سننه: (٥/ ٥٠١ رقم ٣٤٤٦)، والنسائي في سننه الكبرى: (٨/ ١٠٥ رقم ٨٧٤٨)، وابن حبَّان في صحيحه: (٦/ ٤١٥ رقم ٢٦٩٨)، والحاكم في مستدركه: (٤/ ٦٤٤ رقم ٨٧٧٨)، وقال: «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ».

(٢) حَمْزَة بن عَمْرو بن عُوَيْمِر أَبُو صَالح وَيُقَال أَبُو مُحَمَّد الأسلميّ لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة، روى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد والنَّسائيّ توفي سنة (٦١ هـ). ينظر: الذهبي، الكاشف: (١/ ٣٥١ رقم ١٢٣٨)، والصفدي، الوافي بالوفيات: (١٣/ ١٠٥ رقم ٣).

(٣) أخرجه ابن حبَّان في صحيحه: (٤/ ٦٠٣ رقم ١٧٠٣)، و ما بين المعقوفتين من صحيح بن حبَّان.

(٤) أَبُو لاس الخزاعي، ويقال: الحارثي. له صحبة. ينظر: ابن عبد البر، الاستيعاب: (٤/ ١٧٣٩ رقم ٣١٤٧).

(٥) أخرجه أحمد في مسنده: (٢٩/ ٤٥٨ رقم ١٧٩٣٨)، والطبراني في معجمه: (٢٢/ ٣٣٤ رقم ٨٣٧).

(٦) أخرجه الطبراني في معجمه: (١٧/ ٣٢٤ رقم ٨٩٥).

(٧) أخرجه مسلم في صحيحه: (٢/ ٩٧٨ رقم ٤٢٥ - (١٣٤٢)، ما بين المعقوفتين من صحيح مسلم.