فصل: فإن أراد الحج
  وعن أبي المليح، عن أبيه، قال: «كُنْتُ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ ÷، فَعَثَرَ بَعِيرُنَا فَقُلْتُ: تَعِسَ الشَّيْطَانُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ÷: " لَا تَقُلْ: تَعِسَ الشَّيْطَانُ، فَإِنَّهُ يَعْظُمُ حَتَّى يَصِيرَ مِثْلَ الْبَيْتِ وَيَقُولُ: بِقُوَّتِي، وَلَكِنْ قُلْ: بِاسْمِ اللهِ، فَإِنَّهُ يَصْغُرُ حَتَّى يَصِيرَ مِثْلَ الذُّبَابِ»، رواه النسائي، والحاكم(١).
  وأبو المليح: هو عامر بن أسامة بن عمر الهذلي، ويقال: زيد بن أسامة بن عامر بن عمير، وقيل: غير ذلك(٢).
  (وإذا انفلتت به دابته فليناد عباد الله): أخرجه البزَّار عن ابن عباس مرفوعا(٣)، وابن أبي شيبة موقوفا، وزاد: «رحمكم الله»(٤).
  وعن عتبة بن غزوان(٥) موقوفا: (وَإِن أَرَادَ عونا فَلْيقل: يَا عباد الله أعينوني)(٦)، رواه في الحصن(٧)، وقد جُرِّب أخرجه الطبراني(٨)، وإذا أشرف على مكان مرتفع (فليقل)(٩): «اللهُمَّ لَكَ الشَّرَفُ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى كُلِّ حَالٍ». أخرجه أحمد، وأبو يعلى، وابن السني عن أنس مرفوعا(١٠).
  حديث أبي موسى(١١): رواه الجماعة عنه أيضا بزيادة: (إنه معكم تبارك وتعالى)،
(١) أخرجه النسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٢٠٥ رقم ١٠٣١٣)، والحاكم في مستدركه: (٤/ ٣٢٤ رقم ٧٧٩٣) وَلَفظ الْحَاكِم (وَإِذا قيل بِسم الله خنس حَتَّى يصير مثل الذُّبَاب) وَقَالَ: "صَحِيح الْإِسْنَاد".
(٢) أبو المليح اسمه عامر بن أسامة الهذلي البصري، قال أبو زرعة وابن سعد: ثقة، توفي سنة (١١٢ هـ). ينظر: ابن حبَّان، الثقات: (٥/ ١٩٠ رقم ٤٥٠٠)، والذهبي، سير أعلام النبلاء: (٥/ ٤٣٣ رقم ٦٤٨).
(٣) رواية ابن عباس "إِنَّ لِلَّهِ مَلائِكَةً فِي الأَرْضِ سِوَى الْحَفَظَةِ يَكْتُبُونَ مَا سَقَطَ مِنْ وَرَقِ الشَّجَرِ فَإِذَا أَصَابَ أَحَدَكُمْ عَرْجَةٌ بِأَرْضٍ فَلاةٍ فَلْيُنَادِ: أَعِينُوا عِبَادَ اللَّهِ". أخرجه البزار في مسنده: (١١/ ١٨١ رقم ٤٩٢٢).
(٤) وهو نحو حديث البزار السابق، المصنف: (١٠/ ٣٩٠ رقم ٣٠٣٣٩).
(٥) عُتْبَة بْن غَزَوَان بْن الحارث بن جابر المازني، شهد بدرا والمشاهد كلها، مات سنة (١٥ هـ). ينظر: ابن عبد البر الاستيعاب: (٣/ ١٠٢٦ رقم ١٧٦٤).
(٦) ما بين القوسين ساقط من (ج، د).
(٧) الشوكاني في تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين: (٢٣٨).
(٨) أخرجه الطبراني في معجمه الكبير: (١٧/ ١١٧ رقم ٢٩٠).
(٩) ما بين القوسين من (ب، ج). وفي (أ، د) (قال).
(١٠) أخرجه أحمد في مسنده: (٢١/ ١٥٢ رقم ١٣٥٠٤)، وأبو يعلى في مسنده:. (٧/ ٢٧٦ رقم ٤٢٩٧)، وابن السني في عمل اليوم والليلة: (١/ ٤٦٨ رقم ٥٢٢) عن أنس مرفوعا.
(١١) عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ÷ فِي سَفَرٍ فَرَقَيْنَا عَقَبَةً، أَوْ ثَنِيَّةً، قَالَ: فَكَانَ الرَّجُلُ مِنَّا إِذَا عَلَاهَا، قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «إِنَّكُمْ لَا تُنَادُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا»، وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ، فَقَالَ: «يَا أَبَا مُوسَى أَوْ يَا عَبْدَ اللَّهِ أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً مِنْ =