قوله: الباب الثاني والعشرون: في أذكار الأكل والشرب
  المقداد(١): صدره، وعن عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْر(٢): آخره، قال: عبد الله، نَزَلَ رَسُولُ اللهِ ÷ عَلَى أَبِي فقرب إليه طعاما ووطيئة(٣) (فأكل منهما)(٤)، ثم أتى بتمر فكان يأكله ويلقي النوى بين أصبعيه ويجمع السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى، ثُمَّ أُتِيَ بِشَرَابٍ، فَشَرِبَه ثُمَّ نَاوَلَ الَّذِي عَنْ يَمِينِهِ فَقَالَ: أبي وأخذ بلجام دابته؛ فقلت: ادْعُ اللهَ لَنَا؛ فقال: «اللهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فَيما رْزُقْتهُمْ، واغْفِرْ لَهُمْ وارْحَمْهُمْ»(٥).
  حديث جابر(٦) في ضيافة أبي الهيثم(٧): أخرجه الحاكم(٨)، ولم يذكر الإثابة التي سبق الحديث في الباب لها، لكنه ذكر القصة، وربما طوى المراد، فقال: وعن أبي برزة في حديثه ومسير النبي ÷، وأبي بكر، وعمر إلى بيت أبي الهيثم بن التيهان، وأكلهم الرطب واللحم وشربهم الماء، وقوله ÷: «إِنَّ هَذَا هُوَ النَّعِيمُ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»(٩).
  وقد روى علي بن موسى # في الصحيفة مرفوعا: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}(١٠) قال: الرطب والماء البارد(١١)، وأن ذلك كبر على أصحابه، ثم إن
(١) المقداد بن الأسود، هاجر الهجرتين، وشهد بدرًا وما بعدها، وله مناقب كثيرة، توفي سنة (٣٣ هـ). ينظر: ابن عبد البر، الاستيعاب: (٤/ ١٤٨٠ رقم ٢٥٦١)، والقاسمي، الجداول الصغرى: مخطوط.
(٢) عَبْد اللَّهِ بْن بسر المازني، يكنى أبا بسر، وقيل: أبا صفوان. صلى القبلتين، له صحبة، توفي سنة (٨٠ هـ) وقيل (٨٨ هـ). ينظر: ابن الأثير، أسد الغابة: (٣/ ١٨٥ رقم ٢٨٣٩).
(٣) هو التمر يخرج نواه ويعجن باللبن. ينظر: الوهراني، مطالع الأنوار على صحاح الآثار: (٦/ ٢٠١).
(٤) ما بين القوسين ساقط من (ج).
(٥) أخرجه مسلم في صحيحه: (٣/ ١٦٢٥ رقم ١٧٤ - (٢٠٥٥)، النسائي في سننه الكبرى: (٩/ ١١٧ رقم ١٠٠٥١).
(٦) عن جابر أن النبي ÷ في إجابة أبي الهيثم بن التيهان فقال بعد أن أكل وأكلوا: «أثيبوا صاحبكم»، قالوا: بماذا يا رسول الله؟، قال: «إن الرجل إذا دُخِل بيته فأُكِل طعامه وشرابه فدعوا له فذلك إثابة». ذكره الويسي في السفينة المنجية: (ص ٨٥)، وعزاه إلى أبي طالب في أماليه ص ٤٧٢.
(٧) مالك بن التيهان الأنصاري الأوسي، أبو الهيثم، شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها، توفي سَنَة ٢٠ هـ بالْمدِينة». ينظر: ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة: (٧/ ٣٦٥ رقم ١٠٦٨٩).
(٨) أخرجه الحاكم في مستدركه: (٤/ ١٤٥ رقم ٧١٧٨) وقال: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ".
(٩) أخرجه الترمذي في سننه: (٤/ ٥٨٣ رقم ٢٣٦٩) وقال: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ»، والنسائي في سننه الكبرى: (٦/ ٢١٢ رقم ٦٥٨٣)، وأبو يعلى في مسنده: (١/ ٢١٤ رقم ٢٥٠)، والطبراني في معجمه الكبير: (١٩/ ٢٥٣ رقم ٥٦٨)، والبيهقي في شعب الإيمان: (٦/ ٣٣٤ رقم ٤٢٨٦) وغيرهم.
(١٠) سورة التكاثر: ٨.
(١١) ذكره علي بن موسى الرضى في الصحيفة: (١/ ٦٨ رقم ١٢٦).