قوله: فصل في الأشربة
  ومن المندوبات فيها ما استطردناه في الأصل:
  فحديث الأكل من الجوانب وندبيته دليله ما في حديث عُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ، وقد تقدم، وفيه قال: كُنْتُ غُلَامًا فِي حِجْرِ رَسُولِ اللَّهِ ÷ فَكَانَ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ فَقَالَ لِي النبي ÷: «يَا غُلَامُ سَمِ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ» فَقَالَ: «فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طُعْمَتِي بَعْدَهُ»(١).
  وفي رواية: قَالَ: أَكَلْتُ يَوْمًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ÷ طَعَامًا، فَجَعَلْتُ آكُلُ مِنْ نَوَاحِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ÷: «كُلْ مِمَّا يَلِيكَ» أخرجه البخاري ومسلم(٢).
  ولحديث ابن عباس قال: قال رسول الله ÷: «البَرَكَةُ تَنْزِلُ وَسَطَ الطَّعَامِ، فَكُلُوا مِنْ حَافَتَيْهِ، وَلَا تَأْكُلُوا مِنْ وَسَطِهِ» أخرجه أبو داود، والترمذي بروايتين متقاربتين، واللفظ للترمذي(٣).
  وفي رواية طويلة: «كُلُوا مِنْ حَوالَيْها، ودَعُوا ذِرْوتَها يُبارَكْ فيها». أخرجه أبو داود(٤).
  ونهي النبي ÷ عن نفخ الطعام وقال: «دعوه حتى يبرد؛ إِنَّ اللَّهَ لَا يُطْعِمْنَا نَارًا»(٥).
  حديث عمرو بن العاص(٦): أخرجه بلفظه الطبراني وغيره عنه أيضا(٧)، ومنها
= وهي من باب المندب جنوبًا إلى حدود الحجاز شمالًا، أما تهامة الجنوبية فقاعدتها مدينة عدن وإليها لحج وأبين. ينظر: الحجري (١/ ١٥٦ - ١٥٩).
(١) أخرجه الحميدي في مسنده: (١/ ٤٨٦ رقم ٥٨٠)، والبيهقي في الآداب: (١/ ١٦٦ رقم ٣٩٩) وغيرهم.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه: (٥/ ٢٠٥٦ رقم ٥٠٦١)، ومسلم في صحيحه: (٣/ ١٥٩٩ رقم ١٠٨ - (٢٠٢٢).
(٣) أخرجه أبوداود في سننه: (٥/ ٥٩٣ رقم ٣٧٧٢)، والترمذي في سننه: (٤/ ٢٦٠ رقم ١٨٠٥) واللفظ له، وقال: هَذَا "حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ".
(٤) أخرجه أبوداود في سننه: (٥/ ٥٩٤ رقم ٣٧٧٣).
(٥) أخرجه الطبراني في معجمه الاوسط: (٧/ ١١٣ رقم ٧٠١٢) بنحوه.
(٦) عن عمرو بن العاص: «مَنْ أَطْعَمَ أَخَاهُ حَتَّى يُشْبِعَهُ، وَسَقَاهُ [مِنَ الْمَاءِ] حَتَّى يَرْوِيَهُ، بَاعَدَهُ اللهُ مِنَ النَّارِ سَبْعَ خَنَادِقَ، مَا بَيْنَ كُلِّ خَنْدَقٍ مَسِيرَةُ خَمْسِ مئةِ عَامٍ». ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ٨٨)، وعزاه إلى أبي طالب في أماليه: ولم أجده في الأمالي.
(٧) أخرجه الطبراني في معجمه الكبير: (١٣/ ٥٤ رقم ١٣٥).