قوله: فصل في الأشربة
  النهي عن الشبع، فقد نهى ÷ عن الشبع وقال: «مَا مَلَأَ ابن آدم وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنه. حَسْب ابْنِ آدَمَ لقيمات يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُث لِلطَعَام وَثُلُث للِشَرَاب وَثُلُث للِنَفَس» أخرجه الترمذي(١)، وهو من حديث المقدام بن معدي كرب(٢).
  وتَجَشَّأَ رَجُلٌ عِنْدَ رسول الله ÷ فقال ÷: «كُفَّ عَنَّا جُشَاءَكَ فَإِنَّ أَكْثَرَهُمْ شِبَعًا أَطْوَلُهُمْ جُوعًا يَوْمَ القِيَامَةِ» أخرجه الترمذي(٣)، وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة، لو لم يكن إلا حديث ابن عمر، قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «الْمُسلم يَأْكُلُ فِي مِعاء وَاحِدٍ، وَالْمُنَافِقُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ»(٤).
  وفي رواية: «والكافر والمنافق» كما في البخاري ومسلم مع قصة(٥).
  وللموطأ والترمذي نحوه من حديث أبي هريرة. والتخلق بأشرف الأمرين أليق بالعبد، وفقنا الله للعمل الصالح.
  ومنها: الأمر بالعشاء كما في حديث أنس قال: قال رسول الله ÷: «تَعَشَّوْا وَلَوْ بِكَفٍّ مِنْ حَشَفٍ(٦)، فَإِنَّ تَرْكَ العَشَاءِ مَهْرَمَةٌ(٧)» أخرجه الترمذي(٨).
  وسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ÷ عَنِ السَّمْنِ وَالجُبْنِ وَالفِرَاءِ، فَقَالَ: «الحَلَالُ
(١) أخرجه الترمذي في سننه: (٤/ ٥٩٠ رقم ٢٣٨٠) وقال: «هذا حديث حسن صحيح».
(٢) المقدام بن معد يكرب بن عمرو الكندي، أبو كريمة، له صحبة، أحد الوفد الَّذِينَ وفدوا عَلَى رَسُول اللَّهِ ÷ من كنده، توفي سنة (٨٧ هـ). ينظر: ابن عبد البر، الاستيعاب: (٤/ ١٤٨٢ رقم ٢٥٦٢)، وابن الأثير، أسد الغابة: (٥/ ٢٤٤ رقم ٥٠٧٧).
(٣) أخرجه الترمذي في سننه: (٤/ ٦٤٩ رقم ٢٤٧٨) وقال: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ».
(٤) أخرجه الطبراني في معجمه الكبير: (٧/ ٢٣٠ رقم ٦٩٥٩) عن سمرة مع اختلاف في بعض الألفاظ.
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه: (٥/ ٢٠٦١ رقم ٥٠٧٩)، ومسلم في صحيحه: (٣/ ١٦٣١ رقم ١٨٢ - (٢٠٦٠).
(٦) الحشف: اليابس الفاسد من التمر. وقيل الضعيف الذي لا نوى له. ينظر: ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث والأثر: (١/ ٣٩١).
(٧) أي مَظنَّة الضعف والهَرَم. ينظر: الإصفهاني، المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث: (٣/ ٤٩٦).
(٨) أخرجه الترمذي في سننه: (٤/ ٢٨٧ رقم ١٨٥٦) وقال: هذا "حَدِيثٌ مُنْكَرٌ"، وأبو يعلى في مسنده: (٧/ ٣١٤ رقم ٤٣٥٣)، والطبراني في معجمه الأوسط: (٦/ ٣٥٠ رقم ٦٥٩٥).