الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

قوله: فصل في الأشربة

صفحة 335 - الجزء 1

  النهي عن الشبع، فقد نهى ÷ عن الشبع وقال: «مَا مَلَأَ ابن آدم وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنه. حَسْب ابْنِ آدَمَ لقيمات يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُث لِلطَعَام وَثُلُث للِشَرَاب وَثُلُث للِنَفَس» أخرجه الترمذي⁣(⁣١)، وهو من حديث المقدام بن معدي كرب⁣(⁣٢).

  وتَجَشَّأَ رَجُلٌ عِنْدَ رسول الله ÷ فقال ÷: «كُفَّ عَنَّا جُشَاءَكَ فَإِنَّ أَكْثَرَهُمْ شِبَعًا أَطْوَلُهُمْ جُوعًا يَوْمَ القِيَامَةِ» أخرجه الترمذي⁣(⁣٣)، وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة، لو لم يكن إلا حديث ابن عمر، قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «الْمُسلم يَأْكُلُ فِي مِعاء وَاحِدٍ، وَالْمُنَافِقُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ»⁣(⁣٤).

  وفي رواية: «والكافر والمنافق» كما في البخاري ومسلم مع قصة⁣(⁣٥).

  وللموطأ والترمذي نحوه من حديث أبي هريرة. والتخلق بأشرف الأمرين أليق بالعبد، وفقنا الله للعمل الصالح.

  ومنها: الأمر بالعشاء كما في حديث أنس قال: قال رسول الله ÷: «تَعَشَّوْا وَلَوْ بِكَفٍّ مِنْ حَشَفٍ⁣(⁣٦)، فَإِنَّ تَرْكَ العَشَاءِ مَهْرَمَةٌ⁣(⁣٧)» أخرجه الترمذي⁣(⁣٨).

  وسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ÷ عَنِ السَّمْنِ وَالجُبْنِ وَالفِرَاءِ، فَقَالَ: «الحَلَالُ


(١) أخرجه الترمذي في سننه: (٤/ ٥٩٠ رقم ٢٣٨٠) وقال: «هذا حديث حسن صحيح».

(٢) المقدام بن معد يكرب بن عمرو الكندي، أبو كريمة، له صحبة، أحد الوفد الَّذِينَ وفدوا عَلَى رَسُول اللَّهِ ÷ من كنده، توفي سنة (٨٧ هـ). ينظر: ابن عبد البر، الاستيعاب: (٤/ ١٤٨٢ رقم ٢٥٦٢)، وابن الأثير، أسد الغابة: (٥/ ٢٤٤ رقم ٥٠٧٧).

(٣) أخرجه الترمذي في سننه: (٤/ ٦٤٩ رقم ٢٤٧٨) وقال: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ».

(٤) أخرجه الطبراني في معجمه الكبير: (٧/ ٢٣٠ رقم ٦٩٥٩) عن سمرة مع اختلاف في بعض الألفاظ.

(٥) أخرجه البخاري في صحيحه: (٥/ ٢٠٦١ رقم ٥٠٧٩)، ومسلم في صحيحه: (٣/ ١٦٣١ رقم ١٨٢ - (٢٠٦٠).

(٦) الحشف: اليابس الفاسد من التمر. وقيل الضعيف الذي لا نوى له. ينظر: ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث والأثر: (١/ ٣٩١).

(٧) أي مَظنَّة الضعف والهَرَم. ينظر: الإصفهاني، المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث: (٣/ ٤٩٦).

(٨) أخرجه الترمذي في سننه: (٤/ ٢٨٧ رقم ١٨٥٦) وقال: هذا "حَدِيثٌ مُنْكَرٌ"، وأبو يعلى في مسنده: (٧/ ٣١٤ رقم ٤٣٥٣)، والطبراني في معجمه الأوسط: (٦/ ٣٥٠ رقم ٦٥٩٥).