الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

الباب الثاني والثلاثون: في دفع أمور عامة من شدة وخوف، ودخول على سلطان، ورجوع ضالة وغائب وغير ذلك

صفحة 385 - الجزء 1

  وكذلك قصة الحسن #(⁣١)، قال في التخريج: روي في جواهر الأخبار وغيره وسردها.

  ومما يلحق بالباب ما روي عن ابن عباس قال: إِذَا أَتَيْتَ سُلْطَانًا مَهِيبًا تَخَافُ أَنْ يَسْطُوَ بك، فَقُلْ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، اللّهُ أَعَزُّ مِنْ خَلْقِهِ جَمِيعًا، اللهُ أَعَزُّ مِمَّا أَخَافُ وَأَحْذَرُ، أَعُوذُ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ السَّبْع أَنْ يَقَعْنَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ، مِنْ شَرِّ عَبْدِكَ فُلَانٍ وَجُنُودِهِ وَأَتْبَاعِهِ وَأَشْيَاعِهِ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، اللَّهُمَّ كُنْ لِي جَارًا مِنْ شَرِّهِمْ، جَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَعَزَّ جَارُكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ» رواه ابن أبي شيبة⁣(⁣٢)، ورواه ابن مردويه في الأدعية، وزاد بعد قوله: «والجن»: «اللهم إنَّا نعوذ بك أن يفرط علينا أحدٌ منهم أو أن يطغى». قال عَلْقَمَة بن [مرْثَد]⁣(⁣٣) كَانَ الرجل إِذا كَانَ من خَاصَّة الشّعبِيّ أخبرهُ بِهَذَا الدُّعَاء اللَّهُمَّ إِلَه جِبْرِيل وَمِيكَائِيل وإسرافيل، وإله إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل وَإِسْحَاق عَافنِي وَلَا تسلطَّن أحدًا من خلقك عَليّ بِشَيْء لَا طَاقَة لي بِهِ». وَذكر أَن رجلًا أَتَى أَمِيرًا فَقَالَهَا فَأرْسلهُ،⁣(⁣٤) وظاهر هذه الروايات الوقف.

  وأما إذا كان المخُوفُ شيطانًا أو غيره⁣(⁣٥)؛ فقد روي عن سهل قال: أَرْسَلَنِي أَبِي إِلَى بَنِي حَارِثَةَ، قَالَ: وَمَعِي غُلَامٌ لَنَا - أَوْ صَاحِبٌ - فَنَادَاهُ مُنَادٍ مِنْ حَائِطٍ بِاسْمِهِ قَالَ: وَأَشْرَفَ الَّذِي مَعِي فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي فَقَالَ: لَوْ شَعَرْتُ أَنَّكَ تَلْقَ هَذَا لَمْ أُرْسِلْكَ، وَلَكِنْ إِذَا سَمِعْتَ صَوْتًا فَنَادِ بِالصَّلَاةِ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ


= (١٥٨ هـ). ينظر: ينظر: الخطيب، تاريخ بغداد: (١٠/ ٥٣)، وابن الوزير، الفلك الدوار: (ص ٤٥).

(١) عن قصة الحسن السبط (~) لما أرسل له معاوية والنفر الذي أرادوا سبه، قلت: (والقصة في كتب السير وكتب الطريقة وغيرها مشهورة)، فقال بدعاء عند نهوضه قال في (الحدائق الورديَّة) هو: اللهمَّ إني أدرأ بك في نحورهم، وأعوذ بك من شرورهم، وأستعين بك عليهم، فاكفنيهم بما شئت وكيف شئت وأنى شئت بحولك وقوتك يا رحمن. ينظر: ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة: (٢/ ٤٦١)، والأمير الحسين، ينابيع النصيحة: (ص ٣٣٤).

(٢) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه: (٦/ ٢٦ رقم ٢٩١٧٧).

(٣) في (أ، د): (علقمة بن يزيد)، ولعل الصواب هو علقمة بن مرثد الحضرمي، أبو الحارث الكوفي. وَقَال أبو حاتم: صالح الحديث، وَقَال النَّسَائي: ثقة. روى له الجماعة. ينظر: المزي، تهذيب الكمال: (٢٠/ ٣٠٨ رقم ٤٠١٨).

(٤) ينظر: الشوكاني، تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين: (١/ ٣٠٣) وعزاه إلى بن مردويه.

(٥) في (ج) إذا كان المخوف سلطانا أو غيره فقد روى عن سهيل قال.