الباب الثالث والثلاثون: في ذكر الأدعية العامة مطلقا
  ولم يرو زيادة المجموع والجامع الكافي أحد(١)، إلا أنه زاد النسائي من وجه آخر: «وَصَلَّى الله عَلَى [مُحَمَّدٍ](٢) النَّبِيِّ»(٣).
  هكذا في بلوغ المرام، وهي الرواية التي أشرنا إليها في معنى ذكر النبي ÷ من دون ذكر الآل في الخطبة، وفي بحث الصلاة على النبي ÷ وهي كما ترى تفرَّد بها، وشذوذها ظاهرٌ، والكلُّ مرويٌّ عن الحسن السبط #، ورواه الحاكم عنه أيضًا، وابن حبَّان في صحيحه(٤).
  حديث أنس(٥): أخرجه أحمد، وعبد بن حميد، ومسلم، والترمذي، والنسائي، ولم يذكروا كلمة التأكيد (إلا)(٦) بعد الأربع(٧).
  حديث جابر(٨): أخرجه أبو داود من حديث أبي صالح يرفعه(٩)، ثم ساق لفظ حديث الباب.
  فائدة: (الدندنة): كلام لا يفهم منه معناه، والضمير في حولها يحتمل عوده إلى الجنة والنار بتأويل أو حول مسألتهما بتقديرٍ مضاف وهي مسائلة التي هي تارةً طلب كمسألة الجنة، وتارةً استعاذة كمسألة النار، وقيل: باحتمال عوده إلى الصلاة وإلى الجنة: أي يأتي بالكلام والدعاء حول الصلاة أو يحطه حول الجنة أي من أجلها، والله أعلم.
(١) أخرج الزيادة الإمام زيد، في المجموع: (٦٢ رقم ٦٦)، والعلوي، الجامع الكافي في فقه الزيدية: (١/ ١٥٩).
(٢) ما بين المعقوفتين من (ب، ج).
(٣) أخرجه النسائي في سننه الكبرى: (٢/ ١٧٢ رقم ١٤٤٧).
(٤) أخرجه الحاكم في مستدركه: (٣/ ١٨٨ رقم ٤٨٠١)، وابن حبَّان في صحيحه: (٣/ ٢٢٥ رقم ٩٤٥).
(٥) عن أنسٍ: أن النبي ÷ كان يدعو بهذه الدعوات: «اللهم إني أعوذ بك من علمٍ لا ينفع، وقلبٍ لا يخشع، ودعاءٍ لا يسمع، ونفسٍ لا تشبع، ثم يقول: اللهم إني أعوذ بك من هؤلاء الأربع». ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ١٣٥)، وعزاه إلى أبي طالب في أماليه ص ٣٣٢.
(٦) ما بين القوسين ساقط من (ج).
(٧) أخرجه أحمد في مسنده: (٢١/ ٤٢٢ رقم ١٤٠٢٣) ومسلم في صحيحه: (٤/ ٢٠٨٨ رقم ٧٣ - (٢٧٢٢) عن زيد بن أرقم، والترمذي في سننه: (٥/ ٥١٩ رقم ٣٤"٨٢)، والنسائي في سننه الكبرى (٧/ ٢٠٦ رقم ٧٨٢١).
(٨) عن جابر قال: قال النبي ÷ لرجل من أصحابه: «كيف تتشهد حين تفرغ من الصلاة؟»، فأخبره، قال: ثم أقول: اللهمَّ إني أسألك الجنَّة وأعوذ بك من النار، ولست أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ، فقال له النبي ÷: «حولها ندندن». ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ١٢٥)، وعزاه إلى أبي طالب في أماليه.
(٩) أخرجه أبو داود في سننه: (٢/ ٩٥ رقم ٧٩٢)، وقال: محقق الكتاب " إسناده صحيح".