حديث أبي ذر⁣^(⁣١): قد تقدم في الصباح والمساء: «من قال في يومه: سبحان الله والحمد لله مائة مرة لم يأتِ أحدٌ بمثل ما أتى به» وتخريجه وهو شاهدٌ له، والله أعلم، ورواه بلفظه مسلم⁣^(⁣٢)، ولم يثبت الألف في قوله: أو (العبادة) بل واو العطف، وبمعناه رواه الترمذي والنسائي، ووافقهم مسلم في رواية غير الأولى التي بلفظ حديث الباب، زاد الترمذي في روايته: «سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ رَبِّي وَبِحَمْدِهِ»⁣^(⁣٣).

  وروى ابن أبي شيبة مرفوعًا أنها هي التي أمر نوحٌ بها ابنه؛ فَإِنَّها صَلَاةُ الْخَلْقِ، وَتَسْبِيحُ الْخَلْقِ، وَبِهَا يُرْزَقُ الْخَلْقُ⁣^(⁣٤). وللبزار: «من قالها غُرِسَتْ لَهُ شجرة فِي الْجَنَّةِ»⁣^(⁣٥).

  وللطبراني: «مَنْ هَالَهُ اللَّيْلُ أَنْ يُكَابِدَهُ، أَوْ بَخِلَ بِالْمَالِ أَنْ يُنْفِقَهُ، أَوْ جَبُنَ عَنِ الْعَدُوِّ أَنْ يُقَاتِلَهُ، فَلْيُكْثِرْ مِنْ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فَإِنَّهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ جَبَلِ من ذَهَبٍ ليُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ»⁣^(⁣٦).

  ولأحمد: «من قال: سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ، نَبَتَ لَهُ غَرْسٌ فِي الْجَنَّةِ»⁣^(⁣٧).

  وعن جابر، عن النبي ÷: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الجَنَّةِ»، رواه الترمذي، وقال: حسنٌ غريبٌ⁣^(⁣٨)، والمادة في هذه اللفظة واسعةٌ، والأحاديث كثيرةٌ تركنا استيفاءها لشهادة البعض عليها وهو آخر حديثٍ في البخاري أيضًا.

  وللبزار: «مَنْ قَالَهَا مع إضافة: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ العظيم وَأَتُوبُ إِلَيْهِ كُتِبَتْ له كَمَا قَالَهَا،

(١) عن أبي ذرٍّ قال: سئل رسول الله ÷ أَيُّ الْكَلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " مَا اصْطَفَى اللهُ لِمَلَائِكَتِهِ أَوْ لِعِبَادِهِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ ". ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ١٢٥)، وعزاه إلى أبي طالب في أماليه ص ٤٧٤.

(٢) أخرجه مسلم في صحيحه: (٤/ ٢٠٩٣ رقم ٨٤ - (٢٧٣١).

(٣) أخرجه الترمذي في سننه: (٥/ ٥٧٦ رقم ٣٥٩٣)، والنسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٣٠٣ رقم ١٠٥٩١).

(٤) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه: (٦/ ٥٥ رقم ٢٩٤٢٥).

(٥) أخرجه البزار في مسنده: (٦/ ٤٣٦ رقم ٢٤٦٨).

(٦) أخرجه الطبراني في معجمه الكبير: (٨/ ١٩٥ رقم ٧٨٠٠) عن أبي أمامة.

(٧) أخرجه أحمد في مسنده: (٢٤/ ٤٠٢ رقم ١٥٦٤٥) عن سهل عن أبيه.

(٨) أخرجه الترمذي في سننه: (٥/ ٥١١ رقم ٣٤٦٥) وقال: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ».