الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

الباب الثالث والثلاثون: في ذكر الأدعية العامة مطلقا

صفحة 400 - الجزء 1

  هذا فقد مَلأَ يَديهِ من الخيرِ؟»⁣(⁣١).

  حديث ابن مسعود⁣(⁣٢): رواه الترمذي، وقال: حسنٌ غريبٌ من حديث ابن مسعود أيضًا بإسقاط: «ولا حول ولا قوة إلا بالله» إلخ⁣(⁣٣). (لكن)⁣(⁣٤) أخرجه ابن حبَّان في صحيحه، وأثبتها من حديث أبي أيوب، وقوله: (قيعان) جمع قاع، للمكان المستوي الواسع. وقال ابن فارس: الْقَاعُ: [الْأَرْضُ] الْمَلْسَاءُ⁣(⁣٥)، قيل: والمقصود الحث على الذكر؛ لوقوع أنواعه غرسا في الجنة - أي هو سبب للثواب الذي منه غرس الجنة، والله أعلم.

  وقد استوفينا طرفًا من فضل هذه الكلمات (الطيبات)⁣(⁣٦)، ونختمه بحديث أبي هريرة وأبي سعيد، وقد تقدَّم معناه هنا، وفي الأصل صدره في حديث بلال قد تقدَّم التنبيه عليه قريبًا، قال: قال رسول الله ÷: «إِنَّ اللهَ اصْطَفَى مِنَ الْكَلَامِ أَرْبَعًا: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، فَمَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، كُتِبَ لَهُ عِشْرُونَ حَسَنَةً، وَحُطَّتْ عَنْهُ عِشْرُونَ سَيِّئَةً، وَمَنْ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ فَمِثْلُ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فَمِثْلُ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ كُتِبَ لَهُ ثَلَاثُونَ حَسَنَةً وَحُطَّتْ عَنْهُ ثَلَاثُونَ سَيِّئَةً» رواه النسائي هكذا، وأحمد، والحاكم في المستدرك بمعناه، وقال: صحيح على شرط مسلم⁣(⁣٧).


= فَعَلِّمْنِي شَيْئًا يُجْزِينِي مِنَ الْقُرْآنِ، قَالَ: " قُلْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ"، قَالَ: فَقَبَضَ عَلَيْهِ بِيَدِهِ وَعَدَّ خَمْسًا مَعَ إِبْهَامِهِ، فَقَالَ: هَذَا لِلَّهِ فَمَا لِي؟ قَالَ: " قُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَعَافِنِي، وَارْزُقْنِي"، فَأَمْسَكَ عَلَيْهِنَّ بِيَدِهِ الْأخَرىِ وَعَدَّ خَمْسًا مَعَ إِبْهَامِهِ، ثُمَّ أَدْبَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «مَلَأَ يَدَيْهِ مِنَ الْخَيْرِ». ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ١٢٩)، وعزاه إلى المرشد بالله في الأمالي الخميسية: (١/ ٣٢٠ رقم ١١٢٠).

(١) أخرجه أبو داود في سننه: (٢/ ١٢٤ رقم ٨٣٢)، والنسائي في سننه الكبرى: (٢/ ١٢٢ رقم ١٣١٩) عن عائشة.

(٢) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: " رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ ÷ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَقْرِ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلَامَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ، عَذْبَةُ الْمَاءِ، وَأَنَّهَا قِيعَانٌ، وَغِرَاسُهَا سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ".الويسي، ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ١٢٩)، وعزاه إلى المرشد بالله في الأمالي الخميسية: (١/ ٣٢٠ رقم ١١٢١).

(٣) أخرجه الترمذي في سننه: (٥/ ٥١٠ رقم ٣٤٦٢) وقال: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ».

(٤) ما بين القوسين ساقط من: (أ، ب، ج).

(٥) ينظر: ابن فارس، أحمد بن فارس بن زكريا الرازي القزويني أبو الحسين (المتوفى: ٣٩٥ هـ): معجم مقاييس اللغة، تحقيق عبد السلام محمد هارون، دار الفكر (١٣٩٩ هـ/ ١٩٧٩ م): (٥/ ٤٢).

(٦) ما بين القوسين ساقط من (ج).

(٧) أخرجه أحمد في مسنده: (١٧/ ٤٠٥ رقم ١١٣٠٤)، والنسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٣٠٩ رقم ١٠٦٠٨)، =