فضل {قل هو الله أحد}
  لرجل من أصحابه: «هَلْ تَزَوَّجْتَ (يَا فُلَانُ»)(١)؟ قَالَ: لَا وَاللَهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا عِنْدِي مَا أَتَزَوَّجُ بِهِ، قَالَ: «أَلَيْسَ مَعَكَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ؟» قَالَ: بَلَى، قَالَ: «ثُلُثُ القُرْآنِ»، قَالَ: «أَلَيْسَ مَعَكَ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالفَتْحُ؟» قَالَ: بَلَى، قَالَ: «رُبُعُ القُرْآنِ» قَالَ: «أَلَيْسَ مَعَكَ قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ؟» قَالَ: بَلَى، قَالَ: «رُبُعُ القُرْآنِ» قَالَ: «أَلَيْسَ مَعَكَ إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ؟» قَالَ: بَلَى، قَالَ: «رُبُعُ القُرْآنِ» قَالَ: «تَزَوَّجْ تَزَوَّجْ» وحسَّنه الترمذي(٢).
  (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «إِذَا زُلْزِلَتْ تَعْدِلُ نِصْفَ الْقُرْآنِ، وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ تَعْدِلُ رُبْعَ الْقُرْآنِ، وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ». رواه الترمذي، والحاكم وقال: صحيح الإسناد)(٣).
  وعن عائشة قالت: كان رسول الله ÷ يقول: «نِعْمَ السُّورَتَانِ هُمَا، تُقْرَأَىنِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}(٤) وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}» رواه ابن حبَّان في صحيحه(٥).
فضل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}
  قد تقدم في فضلها من ذلك قطرةٌ تدلُّ على الوابل الغزير، وكلَّما رُوي فيها فهو يسير، والمتروك الكثير، وقد ذكرنا في الأصل أن شرفها مستفادٌ من كونها دالةً على لُبِّ التوحيد والتنزيه والتمجيد.
  فأما أنها تعدل ثلث القرآن فظاهره التواتر كما ذكرنا، ورواياته متسعةٌ من الجانبين، وأما روايات الأصحاب فهي في كلِّ مظنةٍ ذكر فضلها، وأما المحدثون مَّمن تعرَّض لذكرها(٦) البخاري، ومسلم، والترمذي، والحاكم، وابن حبَّان، وأحمد، وأبو داود، والنسائي، وغيرهم، عن رجال ونساء من الصحابة كثيرٌ منهم: أنس، وابن عباس،
(١) ما بين القوسين ساقط من (ج).
(٢) أخرجه الترمذي في سننه: (٥/ ١٦٦ رقم ٢٨٩٥) وقال: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ ".
(٣) ما بين القوسين ساقط من (أ، ب، ج). أخرجه الترمذي في سننه: (٥/ ١٦٦ رقم ٢٨٩٤) وقال: «هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ»، والحاكم في مستدركه: (١/ ٧٥٤ رقم ٢٠٧٨) وقال: «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ».
(٤) سورة الكافرون: ١.
(٥) أخرجه ابن حبَّان في صحيحه: (٦/ ٢١٤ رقم ٢٤٦١).
(٦) زائدة في (أ، د): (رواه منهم).