الدعاء ورد على ثلاثة أوجه: الأول: قبل الدعاء، وبعد الحمد، والثاني: هو أعلاها أن يُصلَّي عليه أول الدعاء، وأوسطه، وآخره. الثالث: أن يُصلَّي عليه في أوله وآخره ويجعل حاجته متوسطة⁣^(⁣١)، وقد ذكرنا في الديباجة من الأصل أشياء من هذه وأدلتها.

  الثامن والتاسع: عند دخول المسجد، وعند الخروج؛ لحديث فاطمة & وقد ذكرناه هنالك⁣^(⁣٢).

  العاشر والحادي عشر: على الصفا والمروة. رواه القاضي إسماعيل⁣^(⁣٣) في كتاب الصلاة عن عثمان بإسنادٍ حسنٍ جيَّدٍ، قال: «إِذَا قَدِمْتُمْ فَطُوفُوا بِالْبَيْتِ سَبْعًا، وَصَلُّوا عِنْدَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ ائْتُوا الصَّفَا، فَقُومُوا مِنْ حَيْثُ تَرَوْنَ الْبَيْتَ، فَكَبِّرُوا سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ بَيْنَ كُلِّ تَكْبِيرَتَيْنِ حَمْدٌ لِلَّهِ، وَثَنَاءٌ عَلَيْهِ، وَصَلَاةٌ عَلَى النَّبِيِّ ÷ وَمَسْأَلَةٌ، وَعَلَى الْمَرْوَةِ مِثْلُ ذَلِكَ"⁣^(⁣٤).

  قلت: ذكر السخاوي أنه رواه البيهقي، وأبو ذر الهروي بإسنادٍ قويٍّ، وصحَّحه العسقلاني، وهو عند سعيد بن منصور بمعناه⁣^(⁣٥). انتهى.

  الثاني عشر: عند اجتماع القوم قبل تفرقهم؛ لما تقدَّم في الأحاديث في المجلس وغيره.

  الثالث عشر: عند ذكره كلما ذكر ÷ وقد تقدَّم في الأصل في الباب الأول إشارةً لذلك.

  الرابع عشر: عند الفراغ من التلبية: روى الدارقطني في آخره، وقَالَ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّد:

(١) ينظر: الفقيه، الثمرات: (٥/ ٩٠).

(٢) عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ ÷، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ÷ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ، قَالَ: " بِاسْمِ اللَّهِ، وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَإِذَا خَرَجَ، قَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ، وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ" أخرجه المرشد بالله في الأمالي الخميسية: (١/ ٣٢٩ رقم ١١٦١).

(٣) إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل الجضهميّ، الأزديّ، البصريّ، المالكيّ، أبو إسحاق، ولد سنة (١٩٩ هـ)، مفسر، مقرئ، محدث، عالم، فقيه، فاضل، توفي سنة (٢٨٢ هـ) له: أحكام القرآن" و"معاني القرآن" وغيرهما. ينظر: الخطيب، تاريخ بغداد: (٧/ ٢٧٢ رقم ٣١٧١)، والموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير: (١/ ٤٨٢ رقم ٦٩٤).

(٤) ينظر: القاضي إسماعيل، فضل الصلاة على النبي ÷: (٧٣ رقم ٨١).

(٥) له كتاب ضرب الترغيب في فضل الصلاة على الحبيب للشيخ عبد الرحمن بن أحمد السماوي (خ).