[حكم الصلاة على النبي ÷]
  الثامن عشر: إذا قام من نومه الليل: لما رواه النسائي في الكبير، وعبد الرزاق بسندٍ صحيحٍ عن ابن مسعود: «يَضْحَكُ اللهُ - تعالى - إِلَى رَجُلَيْنِ: رَجُلٍ لَقِيَ الْعَدُوَّ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ مِنْ أَمْثَلِ خَيْلِ أَصْحَابِهِ فَانْهَزَمُوا وَثَبَتَ، فَإِنَّ قُتِلَ اسْتُشْهِدَ، وَإِنْ بَقِيَ فَذَلِكَ الَّذِي يَضْحَكُ الله - تعالى - إِلَيْهِ، وَرَجُلٍ قَامَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ لَا يَعْلَمُ بِهِ أَحَدٌ، فَتَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ حَمِدَ اللهَ وَمَجَّدَهُ، وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ ÷، وَاسْتَفْتَحَ الْقُرْآنَ، فَذَلِكَ الَّذِي يَضْحَكُ اللهُ - تعالى - إِلَيْهِ يَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي قَائِمًا لَا يَرَاهُ أَحَدٌ غَيْرِي»(١) وهذا الحديث هو في أمالي الإمام المرشد بالله #(٢)، وقد ذكرنا في الأصل فيما يأتي قريبًا في ذكر الدعاء: الدعاء المقيد بشخص، وتأولنا قوله: «يضحك الله تعالى» إلخ؛ فليؤخذ من هنالك(٣).
  التاسع عشر: عقيب ختم القرآن؛ لما رواه البيهقي في شُعب الإيمان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ÷: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَحَمِدَ الله تعالى، وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ ÷ وَاَسْتَغْفَرَ رَبَّهُ فَقَدْ طَلَبَ الْخَيْرَ من مَكَانَهُ»(٤) قال السخاوي: وأخرجه أبو الشيخ والنميري بنحوه(٥).
  العشرون: يوم الجمعة؛ لحديث أوس بن أوس وغيره مما سبق ذكره قريبًا.
  الحادي والعشرون: في ليلة الجمعة؛ لحديث ابن عباس، وأنس، وأبي هريرة قد تقدَّم ذكره قريبًا أيضًا.
  قال الجزري: إن حديث الإكثار من الصلاة على النبي ÷ ضعيفٌ، قال: لكن روي مرسلًا من حديث الحسن البصري، ورواه الربعي(٦) عن صفوان بن
(١) أخرجه النسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٣٢٠ رقم ١٠٦٧٣).
(٢) أخرجه المرشد بالله في الأمالي الخميسية: (١/ ٢٧٣ رقم ٩٢٩).
(٣) قال: وضحك الله - تعالى وتنزه - هو حبه لفعل العبد وإقباله عليه ومباهات ملائكته به ولا يجوز غير ذلك. السفينة المنجية.
(٤) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان: (٣/ ٤٣٢ رقم ١٩١٧) بلفظ: فَقَدْ طَلَبَ الْخَيْر مَكَانَهُ.
(٥) أخرجه النميري في الإعلام بفضل الصلاة على النبي ÷ (١/ ١٥١ رقم ٢٧٩).
(٦) العل العبارة، وهو تابعي، والحديث في مسند الشافعي أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ¥، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ =