[حكم الصلاة على النبي ÷]
  وفي رواية لابن مسعود: إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنْ طُهُورِه إلخ(١)، والطهور شاملٌ للأنواع من غسلٍ، ووضوءٍ، وتيممٍ شرعًا، (وإن تبادر فرد)(٢) فلا يخرج عن الشرعية فيكون عاما والله أعلم.
  الخامس والثلاثون: عند دخول المنزل:(٣) لما رواه أبو موسى المديني، عن سهل بن سعد قال: جاء رجل إلى النبي ÷، فشكى إليه الفقر وضيق العيش والمعاش؛ فقال رسول الله ÷: «إذا دخلت منزلك فسلِّم إن كان فيه أحدٌ أو لم يكن، ثم سلم عليّ واقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} مرة واحدة» ففعل الرجل فأدر الله عليه الرزق حتى أفاض على جيرانه وقراباته.
  السادس والثلاثون: في كلِّ موضع يُجتَمعُ فيه: لحديث أبي هريرة: «إِنَّ للَّهِ ملائكة سيارين، إِذا مرُّوا بِحِلَقِ الذِّكْر قال بعضُهم لبعض: اقْعُدُوا، فَإِذا دَعَوا أَمَّنُوا، فإِذا صلَّوا على النبي ÷ صَلَّوا مَعَهُم حتى يفرُغوا، ثم يقول بعضُهم لبعض: طُوبى لهؤلاء، يرجعونَ مغفورًا لهم»(٤). وأصل الحديث في مسلم وقد تقدم إشارة تحتمل وجوب الصلاة في المجلس لأحاديث أشرنا إليها، والله أعلم، ولا تنافي بين هذا وبين الأحاديث المشار إليها سابقًا عند من حملها على الوجوب؛ فيستفاد التخلص من الوجوب والغفران وسائر الفوائد التي تستثمر من ذلك، والله أعلم.
  السابع والثلاثون: إذا نسي الشيء فأريد ذكره(٥)؛ لما رواه أبو موسى المديني عن أنس قال: قال رسول الله ÷: «إِذا نسيتم شَيْئا فصلوا عَليّ تذكروه إِن شَاءَ الله»(٦) وذكره أيضًا الحافظ ابو موسى في كتاب الحفظ والنسيان، وذكره السخاوي عن كثير وعند كثير، لكن ذكر في البعض ضعفًا، وفي البعض انقطاع، وإن شاء الله - أن الحديث لا بأس به، والله أعلم(٧).
(١) ذكره ابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك: (٤٠ رقم ١٠٠) وتمامه. «فَلْيَشْهَدْ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ لِيُصَلِّ عَلَيَّ، فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ».
(٢) ما بين القوسين ساقط من (ج).
(٣) ينظر: السخاوي، القول البديع: (ص ١٧٥)، وابن القيم، جلاء الأفهام: (ص ٤٢٧).
(٤) أورده السيوطي في جمع الجوامع (٢/ ٦١٠ رقم ٢٤٦٥/ ٦٩٥٤)، والمتقي في كنز العمال: (١/ ٤٣٤ ر ١٨٧٦)، وابن القيم الجوزية في جلاء الأفهام (١/ ٤٢٨).
(٥) في (أ): (فأراد أن يذكره)، وينظر السخاوي، القول البديع: (ص ٢٢٧)، وابن القيم، جلاء الأفهام: (ص ٤٢٩).
(٦) ينظر: ابن قيم الجوزية: جلاء الأفهام في فضل الصلاة على محمد خير الأنام: (١/ ٤٢٩)
(٧) القول البديع ص ٢٢٧.