الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

[حكم الصلاة على النبي ÷]

صفحة 450 - الجزء 1

  عَنَتْ لَهُ الْوُجُوهُ وَخَشَعَتْ لَهُ الأَصوات وَوجلت لَهُ الْقُلُوبُ مِنْ خَشْيَتِهِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ [وعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ]، وأَنْ تُعْطِيَنِي حَاجَتِي وَهِيَ: كَذَا وَكَذَا، فَإِنَّهُ يُسْتَجَابُ لَهُ إِنْ شَاءَ الله تعالى)، قال وكَانَ يُقَالُ «لَا تُعَلِّمُوا هَذَا سُفَهَاءَكُمْ⁣(⁣١) فيَدْعُونَ بِهِ عَلَى إَثم أَوْ قَطِيعَةِ».⁣(⁣٢) انتهى.

  قلت: وقوله: «لا تعلموا ..» إلخ: فيه تحامل؛ فإنما يتقبل الله من المتقين، وكم من أمثال هذا الدعاء لم يقيد بشيء؛ لأن التقييدات القرآنية والسنية كفاية، والله أعلم.

  الثاني والأربعون: عند الذبيحة⁣(⁣٣)، أورد هذا الجزري، ولم يروَ ما يدلُّ على ذلك، وقد قيل: إنه لم يؤثر في ذلك نفي ولا إثبات، الَّلهم إلا إن كان يذكر النبي ÷ عند الذبيحة لما كانت من مضان تكثير الدعاء؛ فعند ذكره يأتي الخلاف من وجوب الصلاة عليه أو ندبيتها، وعلى كل حال إن ذكره في كل موطن مندوب؛ لأنه من أفضل الأذكار إلا ما روي فيه الكراهة وهي محال مخصوصة، وقد ذهب البعض إلى أن محل الذبح منها، ولا وجه له، والله أعلم.

  الثالث والأربعون: إذا مر بذكره ÷ عند قراءة القرآن؛ إذ القارئ يذكره ÷، وعند أحمد: ولو في صلاة تطوع⁣(⁣٤). وعند الحسن البصري فيما رواه النميري والقاضي إسماعيل⁣(⁣٥)، كذلك روي عن الشعبي مثل ذلك. رواه السخاوي من طريق أبي بكر بن أبي داود عنه بسند ضعيف⁣(⁣٦).

  الرابع والأربعون: عند النوم⁣(⁣٧)، رواه أبو الشيخ مرفوعًا عن أبي قرصافة⁣(⁣٨).


(١) في (ج) صبيانكم.

(٢) أخرجه القاضي إسماعيل، الترغيب والترهيب: (٢/ ١١٤ رقم ١٢٦٧)، وما بين المعقوفتين من الترغيب والترهيب.

(٣) ينظر السخاوي، القول البديع: (ص ١٤، ١٧٥).

(٤) جلاء الأفهام ص ٤٣٧.

(٥) عن الحسن البصري مرفوعا: (من قرأ القرآن، وحمد ربه وصلى على النبي ÷ فقد التمس الخير من مظانه) وأخرجه النميري بسند ضعيف القول البديع ص ١٣٥.

(٦) ينظر السخاوي، القول البديع: (ص ١٤٢)، وابن القيم، جلاء الأفهام: (ص ٤٣٧).

(٧) ينظر السخاوي، القول البديع: (ص ١٧١)، وابن القيم، جلاء الأفهام: (ص ٤٣٩).

(٨) أخرجه، السيوطي في جمع الجوامع: (٨/ ٧٣١ رقم ٢٤١٨/ ٢٠٩١٤) وعزاه إلى أبي الشيخ في الثواب، ولفظه =