الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

[حكم الصلاة على النبي ÷]

صفحة 451 - الجزء 1

  قلت: وروى الإمام المرشد بالله # حديث أبي قرصافة وهو طويل في التهجد، ومن معانيه أنه يقوم ويدعو النبي ÷ باسمه، وروى له قصة أن ولده كان في غزوة الشام، وأنه سمع صوت أبيه وقت قيامه للتهجد من الليل، والله أعلم.

  الخامس والأربعون: عند كل كلام ذي بال⁣(⁣١)؛ لما رواه أبو موسى المديني من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله ÷: «كلُّ كلام لا يُذْكَرُ اللهُ فِيْهِ، فَيُبْدَأُ بِهِ وَالصَّلَاةُ عَلَيَّ فَهُوَ أَقْطَعُ أَبْتَرُ مَمْحُوقٌ مِنْ كُلِّ بَرَكَةٍ». قال السخاوي: وأخرجه الديلمي في مسند الفردوس⁣(⁣٢)، والخليلي في الإرشاد⁣(⁣٣)، والرهاوي⁣(⁣٤) في الأربعين له⁣(⁣٥)، وسنده من طريقه ضعيفٌ، وابن مندة بنحوه، وأخرجه بنحوه ابن عساكر⁣(⁣٦)، ومن طريقه أبي اليُمن⁣(⁣٧)، والحديث مشهورٌ، لكن بغير هذا اللفظ، يعني مجرَّدًا عن ذكره الصلاة على النبي ÷؛ ففي المقاصد الحسنة ما لفظه: حديث: «كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ، لَا يُبْدَأُ فِيهِ بِالْحَمْد لله، فهو أَقْطَعُ» أخرجه أبو داود، وابن ماجة عن أبي هريرة مرفوعًا، وأفردت فيه جزءًا⁣(⁣٨). انتهى.


= مَنْ أوَى إِلَى فِرَاشِهِ ثُمَّ قَرَأَ سُورَةَ تَبَارَكَ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ رَبَّ الْحِلِّ وَالْحَرَامِ، وَرَبَّ الْبَلَدِ الْحَرَامِ وَرَبَّ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، وَرَبَّ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ، وَبِحَقِّ كُلِّ آيَةٍ أَنْزَلْتَهَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، بَلِّغْ رُوحَ مُحَمَّدٍ مِنِّي تَحِيَّةً وَسَلَامًا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ الْمَلَكَيْنِ حَتَّى يَأْتِيَا مُحَمَّدًا فَيَقُولَا لَهُ ذَلِكَ، فَيَقُولُ ÷: وَعَلَى فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ مِنِّي السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ".أَبو الشيخ في العوالي ١٦٣، في طبقات المحدثين ٣/ ٤٣٤، وقال: غريب جدًّا عن أَبي قرصافة. ذكره، المرشد بالله في الأمالي الخميسية: (١/ ٢٥٧ رقم ٩٣٦).

(١) ينظر: ابن قيم الجوزية، جلاء الأفهام: (ص ٤٤١)، والسخاوي، القول البديع: (ص ٢٤٤).

(٢) ينظر الديلمي، الفردوس بمأثور الخطاب: (١/ ٥).

(٣) ينظر: الخليلي، خليل بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم أبو يعلى القزويني (المتوفى: ٤٤٦ هـ): الإرشاد في معرفة علماء الحديث، المحقق: د. محمد سعيد عمر إدريس، مكتبة الرشد، الرياض ط ١ (١٤٠٩ هـ): (١/ ٤٤٩ رقم ١١٩).

(٤) عبد القادر بن عبد الله بن عبد الله الرهاوي، حافظ، محدث رحالة، فرضي، حاسب، من أهل الجزيرة، توفي سنة (٦١٢ هـ): له: كتاب الأربعين المتباينة الإسناد والبلاد في مجلدين، وغيرها. ينظر: ابن العماد، شذرات الذهب: (٧/ ٩٢)، وكحالة، معجم المؤلفين: (٥/ ٢٩٢).

(٥) ينظر: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال: (١/ ٥٥٨ رقم ٢٥١٠) وعزاه للرهاوي.

(٦) ينظر ابن عساكر، تاريخ دمشق: (٦/ ٤١٢)، و (٢٤/ ٣٥٢) ..

(٧) عبد الصمد بن عبد الوهاب بن الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي الشافعي، ولد سنة (٦١٤ هـ) عالم، أديب، محدث، مشارك في بعض العلوم، توفي سنة (٦٨٦ هـ)، له جزء في ذكر فضائل الصلاة على الرسول ÷، أحاديث عيد الفطر، وغيرهما. ينظر: الفاسي، العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، (٥/ ٧٤)، وكحالة، معجم المؤلفين: (٥/ ٢٣٦).

(٨) أخرجه ابن ماجة في سننه: (١/ ٦١٠ رقم ١٨٩٤)، وذكره السخاوي في المقاصد الحسنة: (١/ ٥١٣ رقم =