[حكم الصلاة على النبي ÷]
  (البال في قوله: (ذي بال): أي مقصودٌ فعله، إلا إذا لم يكن مما يكون له موقعٌ في النفوس، كتقليب الطَّرفِ والحركة اليسيرة، ذكر معنى ذلك القاضي أحمد بن يحيى حابس(١)، وفي النهاية (البال): والحركة والشأن، وامرو ذي بال: شريف محتفل به مهتم به، والبال في غير هذا القلب)(٢).
  تكملة
  قد سبق لنا أن مواضع الصلاة على النبي ÷ عند نهيق الحمار، واستطرناه هنا؛ لما أن المحل (محل جمع)(٣) المنتشر الأفراد؛ لما رواه الطبراني، وابن السني من حديث رافع: «لَا يَنْهَقَ الْحِمَارُ حَتَّى يَرَى شَيْطَانًا، أو يتمثَّل له شيطان، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ ø وَصَلُّوا عَلَيَّ»(٤) ذكره السخاوي، وكذلك يندب عند سماعه التعوُّذ؛ فيجمع بين الاستعاذة من الشيطان والصلاة على النبي ÷(٥).
  قال الجزري: (وينبغي الإكثار من الصلاة على النبي ÷) -(٦)، لأن التقصير في ذلك حرمان.
  قال الشافعي - |: وأحبُّ الإكثار من ذلك على كلِّ حال؛ لأن ذكر الله - تعالى - بالصلاة على النبي ÷ إيمان بالله تعالى، (وعبادة له تعالى)(٧) يؤجر عليها صاحبها.(٨) انتهى.
(١) أحمد بن يحيى حابس الصعدي اليماني. أحد مشاهير علماء الزيدية، عالم، حافظ، حجة، مسند، محقق، شاعر، نشأ بصعدة، وقرأ على علمائها ثم هاجر طلبًا للعلم، تولى القضاء بصعدة وولي الخطابة بجامع الهادي، عكف على نشر العلم والتأليف والتدريس والوعظ والإرشاد حتى توفي سنة (١٠٦١ هـ) له: المقصد الحسن أسانيده وإجازاته. - خ، والأنوار الهادية لذوي العقول إلى نيل الكافل بنيل السؤل وغيرها. ينظر: المؤيد بالله، طبقات الزيدية الكبرى: (١/ ٢١٥ رقم ١١٧)، الوجيه، أعلام المؤلفين الزيدية: (١/ ٢٠٨).
(٢) ما بين القوسين ساقط من (أ، د)، عبارة النهاية ١/ ١٣٦ البَلُ: أي شريف الحال والشأن، وأمر ذو شأن يُحتفل له ويهتم به والبل في غير هذا القلب.
(٣) ما بين القوسين ساقط من (ج).
(٤) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة: (١/ ٢٧٢ رقم ٣١٤)، وعزاه للطبراني.
(٥) ينظر: السخاوي في القَولُ البَدِيعُ في الصَّلاةِ عَلَى الحَبِيبِ الشَّفِيعِ: (١/ ٢٢٨).
(٦) ما بين القوسين ساقط من (أ، ب).
(٧) ما بين القوسين ساقط من (أ، ب).
(٨) ينظر: ابن القيم، جلاء الأفهام: (١/ ٤٣٥).